لَيْسَ : كَلِمَةُ نَفْيٍ وهي فِعْلٌ ماضٍ أَصْلُه - وفي بعضِ الأُصُولِ : أَصْلُهَا ومثْلُه في المُحْكَم : لَيِسَ كفِرِحَ فسُكِّنَتْ تَخْفِيفاً وفي المُحْكَم : إسْتثْقَالاً قالَ : ولم تُقْلَبْ أَلفاً لأَنَّهَا لا تَتَصَرَّفُ من حيثُ إسْتُعْمِلَت بلَفْظِ الماضِي للحَالِ والذي يَدُلُّ على أَنَّهَا فِعْلٌ وإِن لم تَتَصَرفْ تَصَرُّفَ الأَفْعَال قَوْلُهُم : لَسْتُ ولَسْتُمَا ولَسْتُم كقولهم : ضَرَبْتُ وضَرَبْتُمَا وضَرَبْتُم وجُعِلَت من عَوَاملِ الأَفْعَالِ نحو كانَ وأَخَواتِها التي تَرْفَعُ الأَسْمَاءَ وتَنْصِبُ الأَخْبَارَ إِلاّ أَن البَاءَ تَدْخُلُ في خَبَرِها وَحْدَها دُونَ أَخَواتها تَقُولُ : ليس زَيْدٌ بمُنْطَلِقٍ فالباءُ لتَعْدِيَةِ الفِعْلِ وتَأْكِيدِ النَّفْيِ ولك أَلاّ تُدْخِلَها لأَن المُؤَكِّدَ يُسْتَغْنَى عنه قالَ : وقد يُسْتَثْنَى بهَا تَقُول جاءَني القَوْمُ ليس زيداً كما تقول : إِلاّ زَيْداً تُضمِر اسمها فيها وتَنصِب خَبرَها بها كأَنك قلت : ليس الجائي زيداً وتقديره : جاءَني القَوْمُ ليسَ بَعْضُهُم زيداً ولك أَنْ تَقُولَ : جاءَنِي القَوْمُ لَيْسَكَ إِلاّ أَن المُضْمَرَ المُنْفَصِلَ هنا أَحْسَنُ كما قالَ الشاعِر :
لَيْتَ هذا اللَّيْلَ شَهْرٌ ... لا نَرَى فَيهِ عَريبَاً
لَيْسَ إِيَّايَ وإِيَّا ... ك ولا نَخْشَى رَقِيبَاً
ولم يقل : ليْسَنِي ولَيْسَكِ وهو جائزٌ إِلاّ أَن المُنْفَصِلَ أَجْوَدُ . وفي الحَدِيثِ : أَنّهُ قالَ لِزَيْدِ الخَيْلِ : ما وُصِفَ لِي أَحَدٌ في الجَاهِلِيَّةِ فَرَأَيْتُه في الإِسْلامِ إِلاّ رَأَيْتُه دُونَ الصِّفَةِ لَيْسَكَ أَي إِلاّ أَنْتَ . قال ابنُ الأَثير : وفي لَيْسَكَ غَرَابَةٌ فإِن أَخْبَارَ كَانَ وأَخواتهَا إِذا كانَتْ ضَمائِرَ فإِنمَا يُسْتَعْمَلُ فيهَا كثيراً المُنْفَصِلُ دُونَ المُتَّصِلِ تقول : ليسَ إِيّايَ وإِيَّاكَ . وقال سِيبَوَيْهِ : ولَيْسَ : كلمةٌ يُنْفَى بها ما في الحالِ فكَأَنّهَا مُسَكَّنَةٌ ولم يَجْعَلُوا إعْتِلالَها إِلاّ لُزُومَ الإسكانِ إِذْ كَثُرَتْ في كلامِهم ولم يُغَيِّروا حَرَكَةَ الفاءِ وإِنما ذلك لأَنه لا مُسْتَقْبَل مِنها ولا اسْمَ فَاعِلْ ولا مَصْدَرَ ولا إشْتقَاقَ . فلمّا لم تتَصَرفْ بَصَرُّفَ أَخْوَاتها جُعِلَتْ بمَنْزِلةِ ما ليسَ من الفِعْل نحو لَيْتَ وأَمّا قولُ بَعْضِ الشُّعَرَاءِ :
" يا خَيْرَ مَنْ زَانَ سُرُوجَ المَيْسِ
" قَدْ رُسَّتِ الحاجاتُعِنْدَ قَيْسِ
" إِذ لا يَزَالُ مُولَعاً بِلَيْسِ فإِنَّه جَعَلَهَا اسْماً وأَعْرَبَها . أَو أَصْلُه هكذا في النُّسَخِ والصَّوابُ : أَصْلُهَا : لا أَيْسَ طُرِحَتِ الهَمْزَةُ وأُلْزِقَتِ اللامُ باليَاءِ وهو قولُ الخَليلِ والفَرّاءِ قال الأَخِيرُ : والدَّلِيلُ على ذلك قَوْلُهم أَي العَربِ : إئْتِنِي به من حَيْثُ أَيْسَ ولَيْسَ أَي منْ حَيْثُ هُوَ ولا هُوَ وكذلك قولُهُم : جيءْ بِه مِن أَيْسَ ولَيْسَ أَو مَعْنَاه : من حَيْثُ لا وُجْدَ أَو أَيْسَ أَي مَوْجُودٌ ولا أَيْسَ أَي لا مَوْجُودٌ فخَفَّفُوا وحَكى أَبُو عليٍّ أَنَّهُم يقولون : جِيءْ به من حَيْثُ ولَيْسَا يريدون : ولَيْسَ فيُشْبِعُون فتحةَ السِّين لِبيانِ الحَرَكةِ في الوَقْفِ . وإِنمَا جاءَتْ - هكذا في سَائرِ النُّسَخِ والصّواب : ورُبَّمَا جَاءَتْ لَيْسَ - بمَعْنَى : لا التَّبْرِئَةِ ورُبَّمَا جَاءَتْ بمَعْنَى لا الّتِي يُنْسَقُ بها وتَفْصِيلُه في المُغْنِي وشُرُوحِه . واللَّيَسُ مُحَرَكةً : الشَّجَاعَةُ والشِّدَّةُ وهُو أَلْيَسُ أَي شُجَاعٌ بَيِّنُ اللَّيَسِ مِن قَوْمٍ لِيسٍ ويقال : لُوسٌ ويقال للشُّجاعِ : هو أَهْيَسُ أَلْيَسُ وكانَ في الأَصْلِ : أَهْوَسَ أَلْوَسَ فلمّا إزْدَوَجَ الكَلامُ قَلَبُوا الوَاوَ ياءً فقالُوا أَهْيَسُ وقد يُسْتَعْمَلُ في الذَّمّ أَيضاً فيُريدُون بالأَهْيَسِ : الكَثِيرَ الأَكْلِ وبالأَلْيَسِ : الّذي لا يَبْرَحُ بَيْتَه فاللَّيَسُ يَدْخُلُ في المَعْنَيين في المَدْحِ والذَّمِّ وكُلٌّ لا يَخْفَي على المُتَفَوِّه به . وقال أَبُو زَيْدٍ : اللَّيَسُ : الغَفْلَةُ وهو أَلْيَسُ . والأَلْيَسُ : البَعيرُ يَحْمِلُ كُلَّ مَا حُمِّلَ عليه . نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عن الفَرّاءِ . والأَلْيَسُ : مَن لا يَبْرَحُ مَنْزِلَه قاله الأَصْمَعِيُّ وهو ذَمٌّ . والأَلْيَسُ : الأَسَدُ لِشِدَّتِه . والأَلْيَسُ : الدَّيُّوثُ هكذا في سائر النُّسَخِ ومِثُلُه في اللِّسَان . وفي التكْمِلَة : قال بعضُ الأَعْرَاب : الأَلْيَسُ : الدَّيُّوثِيُّ الذي لا يَغَارُ ويُتَهَزَّأُ بِه فيُقَال : هو أَلْيَسُ بُوركَ فِيه وهو ذَمٌّ . والأَلْيَسُ : الحَسَنُ الخُلُقِ يُقَالُ : هو أَلْيَسُ دَهْثَمٌ أَي حَسَنُ الخُلُقِ . ويُقَال : تَلاَيَسَ الرجُلُ إِذا حَسُنَ خُلُقُه وكان حَمُولاً . وتَلايَسَ عَنْه : أَغْمَضَ . والمُلاَيِسُ : البَطِيءُ الثَّقِيلُ عن أَبِي عَمْروٍ لا يَبْرَحُ . واللَّيَاسُ ككِتَابٍ : الدَّيُّوثُ هكذا في النُّسَخِ وهو غَلَطٌ والصوَاب : الزُّبُونُ لا يَبْرَحُ مَنْزلَه كما نقلَه الصّاغَانِيُّ وضَبَطَهُ . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : اللَّيَسُ مُحَرَّكةً : الشِّدَّة والصَّلاَبةُ . والأَلْيَسُ : مَن لا يُبَالي الحَرْبَ ولا يَرُوعُه . واللِّيسُ واللُّوسُ : الأَشِدَّاءُ . قالَ الشّاعِرُ :
تخَالُ نَدِيَّهُمْ مَرْضَى حَيَاءً ... وتَلْقَاهُمْ غَدَاةَ الرَّوْعِ لِيسَاً وقد تَلَيَّسَ . وإِبِلٌ لِيسٌ على الحَوْضِ إِذا أَقَامَتْ عليه فَلَمْ تَبْرَحْه قال عَبْدَةُ بن الطَّبِيب :إِذا ما حَامَ راعِيها إسْتَحَثَّتْ ... لعَبْدَةَ مُنْتَهَى الأَهْوَاءِ لِيسُ لِيسٌ : لا تُفَارِقُ مُنْتَهَى أَهْوَائهَا وأَرادَ : لِعَطَنِ عَبْدَةَ أَي أَنَّهَا تَنْزِعُ إِليه إِذا حامَ رَاعِيها . وبَعْضُ بَنِي ضَبَّةَ يَقُولُ : لِسْتُ بمَعْنَى لَسْتُ نَقَلَه الصّاغَانِيُّ وقد تَقَدَّم . واللَّيَسُ مُحَرَّكةً : الغَفْلَةُ عن أَبي زَيْدٍ كما في العُبَاب
فصل الميم مع السين
المَلْسُ : السَّوْقُ الشَّديدُ قالَ الرَّاجِزُ :
" عَهْدِي بِأَظْعانِ الكَتُومِ تُمْلَسُ
ويقَال : مَلَسْتُ بالإِبِلِ أَمْلُسُ بِهَا مَلْساً إِذا سُقْتَهَا سَوْقاً فِي خُفْيَةٍ قال الرّاجِزُ :
" مَلْساً بذَوْدِ الحَلَسِيِّ ملْسَاً والمَلْسُ : إخْتِلاطُ الظَّلامِ وقيل : هو بَعْدَ المَلْث كالإِمْلاس يُقَالُ : أَتَيْتُه مَلْسَ الظَّلامِ ومَلْثَ الظَّلامِ وذلك حينَ يخْتَلِطُ الليلُ بالأَرْضِ ويختلطُ الظلامُ يُسْتَعْمَلُ ظَرْفاً وغيرَ ظَرْفٍ ورُوِيَ عن ابن الأَعْرَابيّ : إختلَطَ المَلْسُ بالملْثِ والمَلْثُ أَوَّلُ سَوَادِ المغْرِبِ فإِذا إشْتَدَّ حتَّى يأْتِيَ وقْتَ العِشَاء الآخِرَة فهو المَلْس بالمَلْثِ ولا يتميَّزُ هذا مِن هذا لأَنَّه قد دَخَل المَلْثُ في المَلْسِ . والمَلْسُ سَلُّ خُصْيَيِ الكَبْشِ بِعُرُوِقهِما قال اللَّيْثُ : خُصْىٌ مَمْلُوسٌ ويُقَالُ أَيْضاً : صَبِيٌّ مَمْلُوسٌ . والمَلُوسُ كصَبُورٍ من الإِبِلِ : المِعْنَاقُ السّابِقُ التي تَرَاهَا أَوَّلَ الإِبِلِ في المَرْعَى والمَوْرِدِ وكُلِّ مَسِيرٍ . قاله أَبوُ زَيْدٍ . ومِن المجَاز : ناقَةٌ مَلَسَى كجَمَزَي أَي نِهَايَةٌ فِي السُّرْعَة كذا قالَه الزَّمَخْشَرِيُّ وقال غيرُه : أَي سَريعةٌ تَمُرُّ مَرّاً سَرِيعاً وكذلِكَ ناقَةٌ مَلُوسٌ كصَبُورٍ قالَ ابنُ أَحْمَرَ :
ملَسَى يَمَانِيَةٌ وشَيْخٌ هِمَّةٌ ... مُتَقَطِّعٌ دونَ اليَمَانِي المُصْعِدِ أَي تَمْلُسُ وتَمْضِي لا يَعْلَقُ بها شَيْءٌ من سُرْعَتهَا . ومِن المَجَاز : يُقَال : أَبِيعُكَ المَلَسَى لا عُهْدَةَ أَي تَتَمَلَّسُ وتَتَفَلَّتُ ولا تَرْجِعُ إِليِّ وقَالَ الأَزْهَرِيُّ : ويُقال في البَيْع : مَلَسَى لا عُهْدَةَ أَي قد إنْملَسَ من الأَمْرِ لا لَه ولا علَيْه . وقيلَ : المَلَسَى : أَنْ يَبِيعَ الرَّجُلُ الشَّيْءَ ولا يَضْمَنَ عُهْدتَه قال الرّاجِزُ :
" لَمَّا رَأَيْتُ العَامَ عاماً أَعبْساً
" وصَارَ بَيْعُ مَالِنَا بِالْمَلَسَى وقال الزَّمخْشَريُّ : المَلَسَى : هي البَيْعَةٌ التي لا يَتَعَلَّقُ بها تَبِعَةٌ ولا عُهْدةٌ . والمَلاَسَةُ والمُلُوسَةُ الأَوّلُ بالفَتْح والثاني بالضّمِّ : ضدُّ الخُشُونَةِ وكذلك الملَسُ محرَّكَةً وقَدْ مَلسَ ككَرُمَ ونَصَرَ مَلاَسَةً ومُلُوساً وَمَلْساً فهو أَمْلَس ومَلِيسٌ قالَ عَبِيد بنُ الأَبْرَصِ :
صَدْقٍ مِنَ الهِنْديِّ أُلْبِسَ جُنَّةً ... لَحِقَتْ بِكَعْبٍ كالنَّوَاةِ ملِيسِ والأَمْلَسُ : الصَّحِيحُ الظَّهْرِ بغيْر جَرَبٍ . ومنه المَثَلُ : هانَ عَلَى الأَمْلَسِ ما لاَقَى الدَّبِرْ والدَّبِرُ : الذي قد دَبِرَ ظَهْرُه . يَضُرَبُ في سُوءِ إهْتِمَامِ الرجُلِ بشَأْنِ صاحِبِه وهو مَجَازٌ . ويُقَال : خِمْسٌ أَمْلَسُ أَي مُتَعِبٌ شَديدٌ قال المَرّارُ :
" يَسِير فِيها القَوْمُ خِمْساً أَمْلَسَاً ومن المَجاز : الملْسَاءُ الخَمْرُ السَّلِسَةُ الجَرْعِ في الحَلْقِ كما قِيل للماءِ : زُلاَلٌ وسلْسَالٌ قال أَبو النَّجْم :
" بِالْقَهْوَةِ المَلْسَاءِ مِنْ جِرْيَالِهَا والمَلْسَاءُ : لَبَنٌ حامِضٌ يُشَجُّ بِه المَحْضُ كالمُلَيْسَاءِ عن ابنِ دُرَيْدٍ . ومُلَيْسٌ كزُبَيْرٍ : اسْمٌ . وقال ابنُ الأَنْبَارِيّ : المُلَيْسَاءُ : نِصْفُ النَّهَارِ قالَ : وقالَ رجلٌ مِنَ العَرَبِ لِرَجُلٍ : أَكْرَهُ أَنْ تَزُورَني في المُلَيْسَاءِ قال : لِمَ ؟ قَال : لأَنَّه يَفُوتُ الغَدَاءُ ولم يُهَيَّأِ العَشَاءُ . والمُلَيْسَاءُ : بَيْنَ المَغْرِبِ والعَتَمَةِ نقلَه الصّاغَانِيُّ . وقال أَبُو عَمْروٍ : المُلَيْسَاءُ : شَهْرُ صَفَر وقال الأَصْمَعِيُّ : المُلَيْسَاءُ : شَهْرٌ بَيْنَ الصَّفَرِيَّة والشِّتاءِ وهو وَقْتٌ تَنْقَطِعُ فيهِ المِيرَةُ . وقال ابنُ سِيدَه : والمُلَيْسَاءُ : الشَّهْرُ الّذِي نَنْقَطِعُ فيه المِيرَةُ قال :
أَفينَا تَسُومُ السَّاهِريَّةَ بَعْدَمَا ... بَدا لَكَ مِنْ شَهْرِ المُلَيْسَاءِ كَوْكبُيقُولُ : أَتَعْرِضُ علينا الطِّيبَ في هذا الوَقْتِ ولا مِيرَةَ . والمُلَيْسَاءُ : شَيْءٌ مِن قُمَاشِ الطَّعَامِ يُرْمَى به . والمُلَيْساءُ : حِصْنٌ بالطَّائِفِ وإِليْه نُسِب العِزُّ عبدُ العِزيز بنُ أَحْمَدَ ابنِ عيسى بنِ مُحَمَّد بنِ عبدِ اللهِ بنِ سَعِيد بنِ عامِر بن جابرٍ المَذْحِجِيُّ المُلَيْسَائِيُّ وُلِد به سنة 815 ، وأَمَّ بعْدَ أَبيه بجامِعِه وتَزَوَّد إِلى الحَرَمَيْن لَقِيَه البِقَاعِيُّ هُنَاك سنة 849 ، فكتَب عنه شِعْراً ولكنَّه ضَبطَه بالتَّشْديدِ . والإِمْلِيسُ بالكَسْر الإِمْلِيَسةُ بهاءٍ وهذه عن ابن عَبّاد : الفَلاَةُ ليس بهَا نَبَاتٌ ج أَمَاليِسُ وأَمَالِسُ شاذٌّ حُذِفَت ياؤُه لضرورة الشِّعْر في قول ذي الرُّمَّة :
أَقولُ لِعَجْلَي بَيْنَ يَمٍّ ودَاحِسٍ ... أَجِدِّي فَقَدْ أَقْوَتْ عَلَيْكِ الأَمَالِسُ وقال شَمِرٌ : الأَمَالِيسُ : الأَرْضُ الَّتِي لَيْسَ بها شَجَرٌ ولا يَبِيسٌ ولا كَلأٌ ولا نَبَاتٌ ولا يَكُونُ فيها وَحْشٌ والواحِدُ : إِمْلِيسٌ وكأَنَّهُ إِفْعِيلٌ مِن المَلاسَةِ أَي أَنَّ الأَرْضَ مَلْسَاءُ لا شَيْءَ بها وقال أَبوُ زُبَيْدٍ فسَمَّاها مَلِيساً :
فإِيّاكُمْ وهذا العِرْقَ واسْمُوا ... لِمَوْمَاةٍ مَآخِذُهَا مَلِيسُ وقيل : الأَمَالِيسُ : جَمْعُ أَمْلاَس وأَمْلاسٌ : جَمْع مَلَسٍ محرَّكَةً وهو المكانُ المسْتَوِي لا نَبَاتَ به قال الحُطَيْئَةُ
وإِنْ لمْ يَكُنْ إِلاّ الأَمالِيسُ أَصْبَحَتْ ... لَهَا حُلَّقٌ ضَرَّاتُهَا شَكِرَاتِوالكَثِيرُ : مُلُوسٌ وأَرْضٌ مَلَسٌ ومَلَسَى ومَلْسَاءُ وإِمْلِيسٌ : لا تُنْبِتُ وسَنَةٌ مَلْسَاءُ والجَمْعُ أَمَالِسُ وأَمالِيسُ على غَيْر قياسٍ جَدْبَةٌ . والرُّمّانُ الإِمْلِيسُ : الحُلْوُ الطَّيِّبُ الّذِي لا عَجَمَ له وكذا الإِمْلِيسِيُّ كأَنه مَنْسُوبٌ إِليهِ أي إِلى الإِمْلِيسِ بمَعْنَى الفَلاةِ بِحَسَبِ المَعْنَى التَّشْبِيهِيِّ من حَيْثُ إِنّ الرُّمَّانَ بِلا نَوَاةٍ كالفَلاَةِ بلا نَباتٍ حَقَّقَه شَيْخُنَا . قلتُ : وأَصْلُ العِبَارَةِ فِي التَّهْذِيبِ : ورُمَّانٌ إِمْلِيسٌ وإِمْلِيِسِيٌّ : حُلْوٌ طَيِّبٌ لا عَجَمَ فيه كأَنَّهُ مَنْسُوبٌ إِليه . فالضَّمِيرُ راجِعٌ إِلى إِمْلِيس بهذا المَعْنَى وُصِفَ به الرُّمَّانُ وهو إِفْعِيلٌ مِن المَلاَسَةِ بمَعْنَى النُّعُومَةِ لا بمَعْنَى الفَلاَةِ كما نَقَلَه شيخُنَا ولكنَّ المُصَنِّف لَمّا قَصِّر في النَّقْل أَوقَع الشُّرَّاحَ في حَيْرةٍ مع أَنه فاتَه أَيضاً ما نَقَلَه الصّاغَانِيُّ عن اللَّيْث : رُمَّانٌ مَلِيسٌ وإِمْلِيسٌ : أَطْيَبُه وأَحْلاَه وهو الذي لا عَجَمَ له فتأَمَّلْ . والمَلاَّسَةُ كجَبَّانَةٍ : الخَشَبَةُ الّتِي تُسَوَّى بِهَا الأَرْضُ يُقَال : مَلَّسْتُ الأَرْضَ تَمْلِيساً إِذا أَجْرَيْتَ عليها المِمْلقَةَ بَعْدَ إِثارتِهَا . ويقال : أَمْلَسَتْ شَاتُكَ يا فُلانُ أَي سَقَطَ صُوفُهَا عن ابنِ عَبّادٍ . وأَمَّلَسَ من الأَمْر عَلَى إفْتَعَلَ وتَمَلَّسَ وإمْلاَسَّ كاحْمارَّ وإنْمَلَسَ كلُّ ذلِك بمَعْنَى : أَفْلَتَ ومَلَّسَه غيرُه تَمْلِيساً . وقالَ ابنُ دُريْدٍ والزَّمَخْشَرِيُّ : إمْتُلِس بَصَرُه مَبْنِيّاً للمفْعُولِ أَي إخْتُطِفَ وكذا إخْتُلِس . وفي العُباب : التَّرْكِيبُ يَدُلُّ على تَجَرُّدٍ في شَيْءٍ وأَلاّ يعْلَقَ به شَيْءٌ . وأَمَّا مَلَسُ الظَّلاَمِ فمِنْ بابِ الإِبْدالِ وأَصلُه الثاءُ . ومِمّا يُسْتَدْركُ علَيْه : قَوْسٌ مَلْساءُ : لا شَقَّ فِيها لأَنَّها إِذا لَمْ يكُنْ فِيها شَقٌّ فهي مَلْسَاءُ . ورَجُلٌ مَلَسَي : لا يَثْبُتُ على العَهْدِ كما لا يَثْبُت الأَمْلَسُ وفي المَثَل المَلَسي لا عُهْدَةَ له يُضْرب للّذِي لا يُوثَقُ بوَفائه وأَمانَتِه قيلَ : الذِي أَرادَ به : ذو المَلَسَي وهو مِثْلُ السَّلاّلِ والخَارِبِ يَسْرِقُ المَتَاعَ فيَبِيعُه بدُونِ ثَمنِه ويَتَمَلَّسُ من فَوْره فيَسْتَخْفِي فإِنْ جَاءَ المُسْتَحقُّ ووَجدَ مالَه في يدِ الَّذي إشْتَرَاه أَخَذَه وبَطَل الثَّمَنُ الَّذِي فازَ به اللِّصُّ ولاَ يَتَهَيَّأُ له أَنْ يَرْجِعَ بِه عليهِ وقال الأَحْمَرُ : مِن أَمْثَالِهِم في كَرَاهَة المَعَايِبِ المَلَسَي لا عُهْدَةَ له أَي أَنَّه خَرَجَ من الأَمْرِ سالِماً وإنْقَضَى عنه لا لَهُ ولا عَلَيْه . والأَصْلُ فِيه ما تَقَدَّم . ويُقَال : ضَرَبَه عَلَى مَلْسَاءِ مَتْنِه ومُلَيْسَائِه أَي حَيْثُ اسْتَوَى وتَزَلَّقَ . وثَوْبٌ أَمْلَسُ وثِيابٌ مُلْسٌ وصَخْرةٌ مَلْسَاءُ . والمِمْلَسَةُ بالكسر : هي المَلاَّسَةُ . والمَلْسُ : السَّيْرُ السَّهْلُ والشَّدِيدُ فهو من الأَضداد . وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : المَلْسُ : ضَرْبٌ من السَّيْرِ الرَّفِيقِ . والمَلْسُ : اللَّيِّنُ من كلِّ شَيْءٍ . والمَلاَسَةُ : ليِنُ المَلْمُوسِ . ومَلَسَ الرجُلُ يَمْلُسُ مَلْساً : ذَهَب ذَهَاباً سَريعاً قال :
" تَمْلُسُ فِيه الرِّيحُ كُلَّ مَمْلَسِوالمَلْسُ : الخِفَّةُ والإِسْرَاعُ وفي الحَدِيثِ : سِرْ ثَلاثاً مَلْساً أَي ثَلاَثَ لَيَالٍ ذاتَ مَلْسٍ أَو سِرْ ثَلاثاً سَيْراً مَلْساً أَو أَنَّه ضَرْبٌ من السَّيْرِ فنُصِبَ على المَصْدَرِ . وتَمَلَّسَ من الأَمْر : تَخَلَّصَ وهو مَجازٌ . وأمَّلَسَ : إنْخَنَسَ سَريعاً . والمِلْسُ : حَجَرٌ يُجْعَلُ على باب الرَّدَاحَةِ وهو بَيْتٌ يُبْنَى لِلأَسَدِ تُجْعَلُ لَحْمَهُ في مُؤَخَّرِه فإِذا دخَلها فأَخَذَهَا وَقَعَ هذا الحَجَرُ فَسَدَّ البَابَ . وسَنَةٌ مَلْسَاءُ : بلا نَبْتٍ وهو مَجَازٌ . وجِلْدُه أَمْلَسُ إِذا لم يَتَعَلَّقْ به ذَمٌّ . وهو مَجَازٌ . وتَمَلَّسَ من الشَّرَابِ : صَحَا عن أَبِي حَنِيفَةَ رَحِمَهُ الله . وَمَلْسَايَةُ : من قُرَى البَهْنَسَا . ومُولُسُ كمُدْهُن : حِصْنٌ من أَعْمَالِ طُلَيْطُلَةَ . وقال ابنُ عبَّادٍ : مَلَسَني الرجُلُ بلِسَانِه يَمْلُسُنِي . وبات فُلانٌ في لَيْلَةِ ابن أَمْلَسَ عن ابن عَبّادٍ أَيضاً