وأَعْرَضَ بَطْناً عنْد دِرْعٍ تَخَالُهُ ... إذَا حُشيَ الِتَّبِّيَّ زِقًّا مُقَيَّرَا ت ج ب
التِّجَابُ كَكِتَابٍ أَهمله الجَوهريّ هنا وقال الليث : هو مَا أُذِيبَ مَرَّةً من حِجَارَةِ الفِضَّةِ وقَدْ بَقِي فيه منها أَي الفِضَّة والقِطْعَة منه تِجَابَةٌ هذا نَصُّ ابن سيده في المُحْكَم وقَدْ خالَفَ قاعِدَته هُنا في ذِكْرِه الوَاحِد بِهَاءٍ وقال ابنُ جهْوَر : التُّجِيبَةُ : قِطْعَةُ الفِضَّةِ النَّقِيَّةُ وقال ابن الأَعْرَابيّ : التِّجْبَابُ بالكسْرِ على تِفْعَالٍ : الخَطُّ منَ الفِضَّة يَكونُ فِي حَجَرِ المَعْدِنِ وهذه المادة ذكرها الجوهَرِيُّ في " ج وب " بِنَاءً على أَنَّ التَّاءَ زائدةٌ والمؤلفُ جَعَلها أَصْلِيَّةً فأَوْرَدَهَا هُنَا بالحُمْرَة ولاَ اسْتِدْرَاكَ ولاَ زِيادة قالهُ شيخُنا
وتُجيبُ بالضَّم كَمَا جَزَمَ به أَهْلُ الحَدِيثِ وأَكْثَرُ الأُدباءِ ويُفتح كَمَا مَالَ إليه أَهْلُ الأَنسابِ وفي اقْتبَاسِ الأَنْوَار : كذا قَيَّدَه الهَمْدَانِيُّ وقالَ القَاضِي عياضٌ : وبِه قَيَّدْنَاهُ عن شُيُوخِنَا وكان الأُسْتَاذُ أَبو مُحَمَّد بنِ السيدِ النَّحْوِيُّ يَذْهَبُ إلى صِحَّةِ الوَجْهَيْنِ وتَاؤُه أَصْلِيَّةٌ على رَأْيِ المُصَنِّف تَبعاً للخليل في العيْنِ وتَعَقَّبَه أَئمَّةُ الصَّرْفِ وعندَ الجَوْهريِّ وابنِ فارسٍ وابنِ سيدَه زائدةٌ فذكرُوه في ج و ب وارتَضَاهُ ابنُ قرقول في المَطَالعِ والنَّووِيُّ وابنُ السيد النَّحوِيِّ وصَرَّحُوا بِتَغْلِيطِ صَاحبِ العَيْنِ : بَطْنٌ مِنْ كِنْدَةَ قال ابنُ قُتَيْبَةَ : يَنْتَسِبُونَ إلى جَدَّتِهِم العُلْيَا هِيَ تُجِيبُ بِنْتُ ثَوْبَانَ بنِ سُلَيْم بنِ مَذْحِجٍ وقال ابنُ الجوّانيّ : هِيَ تُجِيبُ بنْتُ ثَوْبانَ بنِ سُلَيْم بن رَهَاءِ بن مُنَبِّه بنِ حُرَيْثِ بنِ عِلَّة بنِ جَلْدِ بنِ مذحِجٍ وهيَ أُم عَدِيّ وسَعْدٍ ابْنَيْ أَشْرَسَ بنِ شَبِيبِ بنِ السَّكُونِ قال ابنُ حَزْم : كُلُّ تُجِيبِيٍّ سَكُونِيٌّ وَلاَ عَكْس مِنْهُمْ كِنَانَةُ بنُ بِشْر التُّجيبِيُّ قَاتِلُ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
وتَجُوبُ : قَبِيلَةٌ مِنْ حِمْيَرَ منْهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُلْجَمٍ الشَّقِيُّ المُرَادِيُّ الحِمْيَرِيُّ التَّجُوبِيُّ مِنْ مُرَادٍ ثُمَّ مِنْ حِمْيَر قَاتِلُ أَمِيرِ المُؤْمِنينَ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِب رَضِي اللهُ عنه وغَلِطَ الجَوْهريُّ فَحَرَّفَ بَيْتَ الوَلِيدِ بنِ عُقْبَةَ السَّكُونِيِّ :
" أَلاَ إنَّ خَيْرَ النَّاسِ بَعْدَ ثَلاَثَةٍقَتِيلُ التُّجِيبِيّ الذِي جَاءَ مِنْ مِصْرِ
وأَنْشَدَه الجوهريُّ قَتِيلُ التَّجْوِبِيّ ظَنًّا منه أَنَّ الثَّلاَثَةَ هُم الخُلَفَاءُ وإنَّمَا هُم أَي الثَّلاَثَة النبيُّ صلى الله عليه وسلم والعُمَرَانِ : الصِّدِّيقُ الأَكْبَرُ والفَارُوقُ رضي الله عنهما قال ابنُ فارس في المجمل : وقول الكُمَيْت : قَتِيلُ التَّجُوِبيِّ هو ابنُ مُلْجَمٍ وكان من وَلَدِ ثور كلندة فروى الكلبي أن ثَوْرا هذا أَصَابَ دَماً في قَوْمِه فَوَقَع إلى مُرَاد فقال : جِئتُ أَجُوب إليكم الأَرْضَ فسُمِّيَ تَجُوب
والتُّجِيبِيُّ : قَاتِلُ عُثْمَانَ وهو كِنَانَةُ ابن فلان بَطْنٌ لهُمْ شَرَفٌ وليست التَّاءُ فيهما أَصليّةً انتهى فالجوهريّ تَبِعَ ابنَ فارسٍ فيما ذهب إليه مع موافقته لرأْي أَئمة الصَّرْفِ فلا وهَمَ ولا غَلَطَ . مع أَن المؤلف ذكر القَبِيلَتَيْن في ج و ب غير مُنَبِّه عليه ورأَيتُ في حاشيةِ كتاب القاموس بخطِّ بعضِ الفضلاء عند إنشاد البيتِ المتقدم ذِكْرُه ما نصّه : قال الشيخ محمد النّوَاجيّ : كذا ضبَطه المصنفُ بخطّه مُضَر بضادٍ مُعْجمَة كعُمَرَ وصوابه مِصْرِ بِمُهْملَةٍ كقِدْر والقَافِيَةُ مَكْسُورَةٌ لأَن بعدَه :
ومَالِيَ لاَ أَبْكِي وتَبْكِي قَرَابَتِي ... وقَدْ غَيَّبُوا عَنَّا فُضُولَ أَبِي عَمْرِو وكذا رواهُ المَسْعُودِيُّ في مُرُوجِ الذَّهَبِ لكن نَسَبَها لنَائِلَةَ بنتِ الفَرَافِصَةِ بنِ الأَحْوصِ الكَلْبِيَّة زَوْجِ عُثمَانَ وكذَا رأَيْتُهُ بحاشية بخَطِّ رَضِيِّ الدِّينِ الشَّاطِبِيِّ شَيْخِ أَبِي حَيَّانَ على حاشية ابن بَريّ على الصّحَاح نقلاً عن أَبِي عُبَيْدٍ البَكرِيِّ في كِتَابه " فَصْل المَقَالِ في شَرْح الأَمْثَالِ " لأَبِي عُبَيْدٍ القَاسِمِ بنِ سَلام انتهى
قُلت : وَكَوْنُ الإِنْشَادِ لِنَائِلَةَ الْكَلْبِيَّة هُوَ الأَشْبَهُ وقوله في البَيْتِ الأَخِيرِ : " فُضُول أَبِي عَمْرِو " يَعْضُدُ مَا ذَهَبَ إليه المُؤَلِّفُ فإنّه كُنْيَةُ ثَالثِ الخُلَفَاءِ ونسْبَتُه أَي الجَوْهَرِيِّ البَيْتَ السَّابِقَ إلى أَبِي المُسْتَهِلِّ الكُمَيْتِ بنِ زَيْدٍ وَهَمٌ من الجوهَرِيّ أَيضاً . قَد تقدم أَنه تَبِعَ ابنَ فارس في المُجْمَل . هنا أَيْ مادة ت ج ب وضعه الإمَامُ الخَلِيلُ بنُ أَحْمَد في كِتَابِه العَيْنِ وقد تَقَدَّم أَنَّهم تَعَقَّبُوهُ وَغَلَّطُوهُ في ذلك
ومما يُسْتَدْرَكُ عليه : تُجِيبُ بالضَّمِّ : مَحَلَّةٌ بِمصْرَ اسْتَدْرَكَه شيخُنَا نقلاً عن المراصد ولُبِّ اللبَابِ
قلْتُ : وهِيَ خِطَّةٌ قَدِيمةٌ نُسِبَتْ إلى بَنِي تُجِيبَ ذَكَرها ابنُ الجَوَّانِيِّ النَّسَّابَةُ والْمقْرَيزِيُّ في الخطَط
وقال ابنُ هِشَام : التُّجِيبُ : عُرُوقُ الذَّهَبِ هكذَا نَقَلَه المَقَّرِيُّ ورأَيْته بخَطِّه قال : وفي ذلك يقُولُ أَبُو الحَجَّاجِ الطُّرْطُوشِيُّ يُخَاطبُ التُّجِيبِيَّ صَاحِبَ الفِهْرِسْتِ :
" لِي فِي التُّجيبِيِّ حُبٌّ مُبْرَمُ السَّبَبِجَعَلْتُهُ لِمَفَازِ الحَشْرِ مِنْ سَبَبِي
" نعْمَ الحَبِيبُ حَوَى المَجْدَ الَّذِي خَلَصَتْلَهُ جَوَاهِرُهُ مِنْ مَعْدِنِ الحَسَبِ
مَا كُنْتُ أَحْسَبُ مجْداً فِي أُرُومَتِه ... يَكُونُ مِنْ فِضَّةٍ بَيْضَاءَ أَوْ ذَهَبِ
حَتَّى رَأَيْتُ تُجِيباً قِيلَ فِي ذهَبٍ ... وفضَّةٍ لُغَةً فِي أَلْسُنِ العَرَبِ
" قَالُوا التُّجِيبَةُ يَعْنُونَ السَّبِيكَةَ مِنعَالِي اللُّجَيْنِ فَقُلْ فِيهَا كَذَا تُصِبِ
كذَا العُرُوقُ مِنَ العِقْيانِ قِيلَ لَها ... هُوَ التُّجِيبُ رَوَى هذَا أُولُو الأَدَبِ
الجَبْرُ : خِلافُ الكَسْرِ والمادَّة موضُوعةٌ لإصلاح الشيْءِ بضَرْب من القَهْر
في المُحْكَم لابن سِيدَه : الجَبْرُ : المَلِكُ قال : ولا أَعْرفُ مِمَّ اشْتُقَّ إلاّ أنَّ ابنَ جِنِّي قال : سُمِّيَ بذلك لأنه يَجْبُر بجُودِه . وليس بقَوِيّ قال ابنُ أَحمر :
واسْلَمْ براوُوقٍ حُيِيتَ به ... وانْعَمْ صَباحاً أيُّها الجَبْرُ . قال : ولم يُسمَع بالجَبْرِ المَلِكِ إلاّ في شعر ابنِ أحمرَ قال : حَكَى ذلك ابنُ جِنِّي قال : وله في شِعر ابنِ أحمرَ نظائرُ كلُّها مذكورٌ في مواضعه . وفي التَّهْذِيب : عن أبي عَمْرو : يُقَال للمَلِك جَبْرٌ . الجَبْرُ : العَبْدُ عن كُرَع ورُوِيَ عن ابن عَبَّاس في جِبْرِيلَ ومِيكائِيلَ كقولك : عبدُ الله وعبدُ الرَّحمن . وقال الأصمعيّ : معنى إيل هو الرُّبُوبِيّةُ فأُضِيفَ جَبْر وميكا إليه . قال أبو عُبَيْد : فكأَنّ معناه عبدُ إيل رجل إيل ضدٌّ
قال أبو عَمْرو : الجَبْرُ : الرَّجُلُ وأنشد قولَ ابنِ أحمرَ :
" وانْعَمْْ صَبَاحاً أيُّهَا الجَبْرُ . أي أيَّها الرجلُ
الجَبْر أيضاً : الشُّجاعُ وإن لم يكن مَلِكاً . الجَبْرُ : خِلافُ القَدَر وهو تَثْبيتُ القَضَاءِ والقَدَر ومنه الجَبْريَّةُ وسيأْتِي . الجَبْرُ : الغُلامُ وبه فَسَّر بعضٌ قولَ ابنِ أحمرَ . الجَبْرُ : اسمُ العُود الذي يُجْبَر به . ومُجَاهدُ بنُ جَبْر أبُو الحَجّاج المَخْزُوميُّ مَوْلاَهم المَكِّيُّ : مُحَدِّثٌ ثِقَةٌ إمامٌ في التَّفْسير . وفي العلْم من الثالثة مات بعدَ المائة بأربع أو ثلاث عن ثلاثِ وثمانين . وجَبَرَ العَظْمَ مِن الكَسْر ومِن المَجَاز : جَبَرَ الفَقيرَ مِن الفَقْر وكذلك اليَتِيمَ كذا في المُحْكَم يَجْبُره جَبْراً بفتحٍ فسكونٍ وجُبُوراً بالضَّمّ وجِبَارَةً بالكسر عن اللِّحْيَانيِّ . وجَبَّرَه المُجَبِّرُ نَجْبِيراً فجَبَرَ العَظْمُ والفَقِيرُ واليَتِيمُ جَبْراً بفتحٍ فسكونٍ وجُبُوراً بالضّم وانْجَبَرَ واجْتَبَرَ وتَجَبَّرَ ويقال جَبَرْتُ العَظْمَ جَبْراً وجَبَرَ العظْمُ بنَفسِه جُبُوراً أي انْجَبَرَ وقد جَمَع العَجّاج بين المتعدِّي والَّلازمِ فقال : قد جَبَرَ الدِّينَ الإلهُ فجَبَرْ
قلتُ : وقال بعضُهم : الثاني تأْكيدٌ للأَوَّل أي قَصَدَ جَبْرَه فَتَمَّمَ جَبْرَه كذا في البَصَائِر . قال شيخُنا وقد خَلَطَ المصنِّفُ بين مَصْدَرَيِ الّلازِمِ والمتعدِّي والذي في الصّحاح وغيرِه التفصيلُ بينهما فالجُبُورُ كالقُعُودِ مصدرُ اللازمِ والجَبْرُ مصدرُ المتعدِّي وهو الذي يَعْضُده القِياسُ . قلتُ : ومثلُه قولُ اللِّحْيَانيّ في النَّوادر : جَيَرَ اللهُ الدِّينَ جَبْراً فجَبَرَ جُبُوراً ولكنه تَبِعَ ابنَ سِيدَه فيما أوردَه من نَصِّ عبارتِه على عادَتِه وقد سٌمِعَ الجُبُورُ أيضاً في المتعدِّي كما سُمِعَ الجَبْرُ في الَّلازم ثمّ قال شيخُنَا : وظاهرُ قولِه : جَبَرْتُ العَظْمَ والفَقِيرَ إلخ انه حقيقةٌ فيهما والصَّوابُ أن الثانيّ مَجازٌ
قال صاحبُ الواعِي : جَبَرْتُ الفقيرَ : أغْنَيْتُه مثْل جَبَرتُه من الكَسْر وقال ابنُ دُرُسْتَوَيْهِ في شرح الفَصِيح : وأصلُ ذلك أي جَبْرِ الفقيرِ من جَبْرِ العَظْمِ المُنْكسِر وهو إصلاحُه وعِلاجُه حتى يَبْرَأ وهو عامٌّ في كلّ شيْءٍ على التَشْبِيهِ والاستعارةِ فلذلك قِيل : جَبَرْتُ الفقيرَ إذا أغْنَيْتَه لأنه شَبَّه فَقْرَه بانكسارِ عَظْمِه وغِنَاه بجَبْرهن ولذلك قيل له : فَقِيرٌ كأنه قد فُقِرَ ظَهْرُه أي كُسِرَ فَقارُه
قلْت : وعبارةُ الأَساس صريحةٌ في أن يكونَ الجَبْرُ بمعنَى الغِنَى حقيقةً لا مَجازاً فإنه قال في أوَّل الترجمةِ : الجَبْرُ أن يُغْنِيَ الرجلَ مِن فَقْرٍ أَو يُصْلِحَ العَظْمَ من كَسْرٍ ثم قال في المَجَاز في آخر الترجمة : وجَبَرتُ فلاناً فانْجَبَرَ : نَعَشْتُه فانْتَعَشَ وسيأْتي
وقال اللَّبْلِيُّ في شرح الفَصِيح : جَبَرَ من الأَفعال التي سَوَّوْا فيها بين الَّلازمِ والمتعدِّي فجاءَ فيه بلفظٍ واحد يقال : جَبَرتُ الشيءَ جَبْراً وجَبَرَ هو بنفسِه جُبُوراً ومثلُه صَدَّ عنه صُدُوداً وصَدَدْتُه أنا صَدّاًوقال ابن الأنباريِّ : يقال جًبَّرتُ اليدَ تَجْبِيراً . وقال أَبو عُبَيْدَةَ في فعل وأفعل : لم أسمع أحداً يقول : أجبرتُ عَظْمَه . وحكى ابنُ طَلْحَةَ أنه يقال : أجبرْتُ العَظْمَ والفَقِيرَ بالألف . وقال أبو عليّ في فعلت وأفعلت يقال : جَبَرتُ العَظْمَ وأجْبَرتُه . وقال شيخُنَا : حكايةُ ابنِ طَلْحَةَ في غاية الغَرَابةِ خَلَتْ عنها الدَّواوِينُ المشهورة . واجْتَبَرَه فتَجَبَّرَ وفي المُحْكَم : جَبَرَ الرَّجلَ : أَحْسَنَ إليه أو كما قال الفارسيّ : جَبَرَه . أغْنَاه بعدَ فَقْرٍ قال : وهذه ألْيقُ العِبَارتَيْن فاستَجْبَر واجتَبَرَ
وقال أبو الهَيْثمِ : جَبَرتُ فاقَةَ الرجلِ إذا أغنيتَه . وفي التَّهْذِيب : واجْتَبَر العَظْمُ مثل انْجَبَرَ يقال : جَبَرَ اللهُ فلاناً فاجْتَبَرَ أي سَدَّ مَفاقِرَه قال عَمْرُو بن كُلْثُومٍ :
مَن عالَ مِنّا بعدَهَا فلا اجْتَبَرْ ... ولا سَقَى الماءَ ولا راءَ الشجَرْ . معنى عالَ : جارَ ومالَ
جَبَرَه على الأمْر يَجْبُرُهُ جَبْراً وجُبُوراً : كأجْبَرَه فهو مُجْبَر الأخيرَةُ أعْلَى وعليها اقتَصَر الجوهَرِيُّ كصاحب الفَصِيح حكاهما أبو عليٍّ في فعلت وأفعلت وكذلك ابن دُرُسْتَوَيْهِ والخَطّابيُّ وصاحبُ الواعِي . وقال اللِّحْيَانِيّ : جَبَرَه لغةُ تَمِيم وَحْدَهَا قال : وعامَّةُ العربِ يقولون : أجْبَرَه . وقال الأزهريُّ : وجَبَرَه لغةٌ معروفةٌ وكان الشافعيُّ يقول : جَبَرَ السُّلْطَانُ وهو حِجازيٌّ فَصِيحٌ فهما لُغْتَانِ جَيِّدَتانِ : جَبَرْتُه وأَجْبَرْتُهُ غير أن النَّحْوِيِّين استَحبُّوا أن يَجْعَلُوا جَبَرْتُ لِجَبْرِ العَظْمِ بعد كَسْرِه وجَبْرِ الفَقِيرِ بعد فاقَتِه وأنْ يكون الإجبارُ مقصوراً على الإكراه ولذلك جَعَلَ الفَرّاءُ الجَبَّارَ من أجبرتُ لا من جَبَرتُ كما سيأْتي
وفي البَصَائِر : والإجْبَارُ في الأصل : حَمْلُ الغيرِ على أن يَجْبُرَ الأمْرَ لكن تُعُورِفَ في الإكراه المجرَّد فقوله : أجْبَرْتُه على كذا كقولك : أكْرَهْتُه . وتَجَبَّرَ الرجلُ إذا تَكَبَّرَ . تَجَبَّرَ النَّبْتُ والشَّجَرُ : اخْضَّرَّ وأوْرَقَ وظَهَرَتْ فيه المَشْرَةُ وهو يابِسٌ وأنشَدَ اللِّحْيَانيُّ لامرئِ القَيْس :
ويَأكُلْنَ مِن قَوٍّ لُعَاعاً ورِبَّةً ... تَجَبَّرَ بعد الأَكْلِ فهو نَمِيصُ . قوّ : موضعٌ واللُّعاَع : الرَّقِيقُ من النَّبَات في أوّل ما يَنْبُتُ والرِّبَّةُ : ضَرْبٌ من النَّبات والنَّمْيصُ : النَّبَاتُ حين طَلَعَ وَرَقُه . وقيل : معنى هذا البِيتِ أنه عادَ نابِتاً مُخْضَرّاً بعد ما كان رُعِيَ يعني الرَّوْضَ . وتَجَبَّرَ النَّبْتُ أي نَبَتَ بعد الأكل . وتَجَبَّرَ النَّبْتُ والشَّجَرُ إذا نَبَتَ يابِسِه الرَّطْبُ . تَجَبَّرَ الكَلأُ : أُكِلَ ثم صَلَحَ قِلِيلاً بعد الأَكل . تَجَبَّرَ المَرِيضُ : صَلَحَ حالُه . ويقال للمريض : يوماً تَرَاه مُتَجَبِّراً ويوماً تَيْأَسُ منه معنى قوله : مُتَجَبِّراً . أي صالِحَ الحال
تَجَبَّرَ فلانٌ مالاً : أصابَه وقيل : تَجَبَّرَ الرجلُ : عادَ إليه ما ذَهَبَ عنه . وحَكَى اللِّحْيَانِيُّ : تَجَبَّرَ الرَّجلُ في هذا المعنى فلم يُعَدِّه . وفي التَّهْذِيب : تَجَبَّرَ فلانٌ إذا عادَ إليه مِن ماله بعضُ ما ذَهَب . والجَبَرِيَّةُ بالتَّحْرِيك : خِلافُ القَدَرِيَّةِ وهو كلامٌ مُوَلَّدٌ . وفي الصّحاح : الجَبْرُ خِلافُ القَدْرِ . قال أبو عُبَيْد : هو كلامٌ مولَّد : قال اللَّبلى في شرح الفَصِيح : وهم فرقةٌ أهلُ أهواءٍ مَنْسُوبُون إلى شيخهم الحُسَيْنِ بنِ محمّدٍ النَّجَّار البَصْرِيِّ وهم الذين يقولون : ليس للعَبْد قُدْرَةٌ وأنّ الحَرَكاتِ الإراديَّةَ بمثَابَة الرِّعْدَةِ والرَّعْشَةِ وهؤلاءِ يَلْزمُهُم نَفْيُ التَّكْلِيفِوفي اللِّسَان : الجَبْرُ تَثْبِيتُ وُقُوعِ القَضَاءِ والقَدَرِ والإجبارُ في الحُكْمِ يقال : أجْبَرَ القاضِي الرجلَ على الحُكْمِ إذا أكْرَهَه عليه . وقال أبو الهَيْثَم : والجَبْرِيَّةُ : الذين يقولُون أجْبَرَ اللهُ العِبَادَ على الذُّنُوب أي أكْرَهَهُم ومَعَاذَ الله أن يُكْرِهَ أحداً على مَعْصِيَة . وقال بعضُهم : غن التَّسْكِينَ لَحْنٌ فيه والتَّحْرِيكَ هو الصَّوابُ أو هو أي التَّسْكِينُ للجَبْر قال شيخُنَا : وهو الظّاهِرُ الجارِي على القِيَاس . وقالوا في التَّحْرِيك : إنه للازْدِواج أي لمناسبة ذِكْرِه مع القَدَرِيَّة وقد تقدَّم أنها مُوَلَّدة
وفي الفَصِيح : قومٌ جَبْرَّيةٌ بسكونِ الباءِ أي خِلافُ القَدَرِيَّة وقال الحافظُ في التَّبصير : وهو طَريقُ متَكِّلمِي الشافعية . وفي البصائر : وهذا في قول المتقدِّمين وأما في عُرْف المتكلِّمين فيقال لهم : المُجبرَة وقال : وقد يُستعمَل الجَبر في القَهر المجرَّد نحو قوله صلّى الله عليه وسلم : " لا جَبر ولا تَفويض " . والجَبّار هو الله عزَّ اسْمُه وتعالَى وتَقَدَّسَ القاهر خَلْقه على ما أراد من أمْرٍ ونهيٍ . وقال ابن الأنباريّ : الجبّار في صفة الله عزّ وجلّ : الذي لا يُنال ومنه جَبّارُ النَّخلِ . قال الفَرّاءُ : لم أَسمع فَعّالاً من أفْعلَ إلاّ في حرفَين وهو جَبّارٌ من أَجْبرتُ ودَرَّاكٌ من أدْرَكتُ
قال الأزهريُّ : جَعلَ جَبّارً في صِفة الله تعالَى أو صفة العبَاد من الإجبار وهو القَهْر والإكراه لا من جَبَرَ . وقيل : الجَبَّار : العالي فَوقَ خَلْقِه ويجوزُ أن يكونَ الجَبّار في صِفَة الله تعالَى من جَبْره الفَقْرَ بالغِنَي وهو تَباركَ وتعالَى جابِرُ كُلِّ كَسيرِ وفَقيرِ وهو جابرُ دِينه الذي ارتَضاه كما قال العجّاج :
" قد جَبَر الدِّينَ الإلهُ فَجَبَرْ . وفي حديث عليٍّ كرَّم اللهُ وَجهَه : " وجَبّار القُلوبِ على فِطَرَاتها " هو من جَبْر العَظم المكسور كأَنه أقام القُلوبَ وأثْبتَها على ما فَطَرَها عليه من معرفِته والإقرارِ به شَقِيَّها وسِعيدَها
قال القُتَيْبِيُّ : لم أجعلْه من أجْبَرت لأنّ أفْعلَ لا يقَال فيه فعّال . وقيل : سُمِّيَ الجبَّارَ لتكَبُّرِه وعُلوِّه . الجَبَّار في صِفَةِ الخَلقِ : كلُّ عاتٍ متَمرِّدٍ . ومنه قولهم : وَيْلٌ لجَبّارِ الأرْضِ من جَبّارِ السَّماءِ وبه فَسَّرَ بعضُهم الحديثَ في ذِكر النّارِ : " حتى يَضَع الجَبَّارُ فيها قَدَمَه " . ويَشْهد له قولُه في حديثٍ آخر : " إنَّ النارَ قالت : وُكِّلْت بثلاثة : بِمَن جَعَل مع اللهِ إلهاً آخَرَ وبكلِّ جَبّار عَنِيد والمصَوِّرِين " . وقال اللِّحْيَانِيُّ : الجَبّار : المتكبِّر عن عبادةِ اللهِ تعالى ومنه قولُه : " ولم يَكُنْ جبّاراً عَصِياً " وفي الحديث : " أنّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم حَضَرَتْه امرأَةٌ فأَمَرهَا بأَمْرٍ فتأَبَّتْ فقال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم : دَعُوهَا فإنهَا جَبّارَةٌ " أي عاتِيَةٌ متكبِّرةٌ . كالجِبِّيرِ كسِكِّيتٍ وهو الشَّدِيدُ التَّجبُّرِ
الجَبّارُ : اسمُ الجَوْزاءِ وهو مَجازٌ يقال : طَلَعَ الجَبّارُ لأَنها بصورةِ مَلِكٍ مُتَوَّجٍ على كُرْسِيٍّ . كذا في الأَساس
مِن المَجاز : قَلْبٌ جَبّارٌ لا تَدخلُه الرِّحْمَةُ وذلك إذا كان ذا كِبْرٍ لا يَقْبلُ مَوعظةً
الجَبّار : القَتَّالُ في غير حَقٍّ . وفي التَّنْزِيل العزيز : " وإذا بَطَشْتُم بَطَشْتُم جَبَّارِينَ " . وكذلك قولُ الرجلِ لموسى عليه السّلامُ في التَّنْزِيلِ العَزِيز : " إنْ تُرِيدُ إلاّ أَن تكونَ جَبّاراً في الأَرض " أي قَتّالاً في غير الحَقّ . وكلُّه راجعٌ إلى معنى التَّكَبُّر
قال اللِّحْيَانيُّ : العَظِيمُ الطَّوِيلُ القَوِيُّ جَبّارٌ وبه فُسِّرَ قولُه تعالى : " إنّ فيها قَوْماً جَبّارِين " قال : أرادَ الطُّولَ والقُوَّة والعِظَمَ وهو مَجازٌ . وفي الأساس : وقد فُسِّرَ بعِظَامِ الأجِرَامِ . قال الأزهريُّ : كأنَّه ذَهَب غلى الجَبّار من النَّخِيل وهو الطَّوِيلُ الذي فاتَ يدَ المُتَنَاوِلِ . ويقال : رجلٌ جَبّارٌ إذا كان طويلاً عظيماً قَوِيَّاً تَشبيهاً بالجَبَّار من النَّخْل
جَبّارُ بنُ الحَكَمِ السُّلميّ قيل : له وِفَادَةٌ : أَسْلَمَ وصَحِبَ ورَوَى قالَه ابن سَعْدجَبّارُ بنُ سَلْمَي وفي بعض النُّسَخ : سَلْمُ بنُ مالِكِ بنِ جعفرٍ العامِريُّ له وِفَادة وهو جدّ والِدِ السَّفَّاح فإنّ أمَّه أمُّ سَلَمَةَ بنتُ يعقوبَ بنِ سَلَمَةَ بنِ عبد اللهِ بن المُغِيرة وأُمُّها هندُ بنتُ عبد اللهِ ابنِ جَبّارِ . وجَبّارُ بنُ صَخْرِ بنِ أُمَيَّة بن خَنْسَاءَ بنِ عُبَيْدِ بنِ عَدِيِّ بن غَنْمِ بنِ كَعْبِ بنِ سَلَمَةَ السُّلميُّ بَدْرِيٌّ كبيرٌ وقيل : إن اسمَه جابِرٌ والأَصَحُّ جَبّار مات سنة ثلاثين
جَبّارُ بنُ الحارِثِ الحَدَسيّ المناريّ له وِفادَةٌ وروايةُ حَديثِه عند وَلَدِه : صحَابِيُّون رضيَ الله عنهم الأخيرُ سَمّاه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلّم عبدَ الجَبَّارِ هكذا ذَكَره المحدِّثون . وجَبّارٌ الطَّائِيُّ : محدِّثٌ عن ابن عَبّاس وعنه أَبو إسحاقَ السَّبِيعِيُّ قاله الذَّهبيّ وهو غيرُ جَبّارِ بنِ عَمْروٍ الطّائيِّ المَلَقَّبِ بالأسَدِ الرَّهِيص . وجَبّارٌ فارِسُ الضُّبَيبِ . وأبو الرَّيَّان بِشرُ بنُ جَبّار الجَبَّاريّ مَدَحَه ابنُ الرِّقاع . وعُقْبَةُ بنُ جَبّارٍ عن ابن مسعود . وبِشْرُ بنُ قَيسِ بنِ جَبّار مشهورٌ بالبُخْل وفيه يقولُ الشاعر :
لو أنَّ قِدْراً بَكَتْ مِن طُولِ مَجْلِسِها ... على العُفُوق بَكَتْ قِدْرُ ابنِ جَبّارِ
ما مَسَّهَا دَسَمٌ قد فَضَّ مَعْدِنَها ... ولا رَأَتْ بَعْدَ نارِ القَيْنِ مِن نارِ . وعُقْبَةُ بنُ جابرٍ البَصْرِيّ المَنْقَرِيّ الجَبّارِيّ . وَجَبّارُ بنُ سُلْمَى بنِ مالكِ بنِ جعفرِ بنِ كلابٍ الذي طَعَنَ عامَر بنَ فُهَيْرَةَ يَومَ بِئْرِ مَعُونَةَ ثم أَسْلَمَ وانْظُرْه في فهر . وجَبّارٌ بن جَبْرٍ العَبْدِيّ عن أبي الدَّرْدَاءِ بن محمّدِ بنِ نَعامَةَ عن أَبِيه تاريخُ مَرْوَ . وجَبَّارُ بنُ مالكٍ الفَزَرِايّ شاعرٌ فارسٌ . وشَمْعَلَةُ بنُ طَيْسَلَةَ بنِ جَبّارٍ شاعرٌ إسلاميّ . ذَكَرَهم الأمِيرُ
الجَبّارُ بغير هاءٍ حَكاه السِّيرافيّ : النَّخْلَةُ الطَّوْيلَةُ الفَتِيَّةُ . قال الجوهريّ : الجَبّارُ مِن النَّخل : ما طالَ وفاتَ اليَدَ قال الأعشى :
طَرِيقٌ وجَبّارٌ رِوَاءٌ أُصُولُه ... عليه أَبابِيلٌ مِن الطَّيْرِ تَنْعَبُ . ونَخْلَةٌ جَبّارةٌ أي عظيمةٌ سَمِينةٌ وهو مَجازٌ وهي دُونَ السَّحُوقِ . وفي المُحْكَم : نخْلَةٌ جَبّارةٌ : فَتِيَّةٌ قد بَلَغَتْ غايةَ الطُّولِ وحَمَلَتْ والجَمْعُ جَبّارٌ قال :
فاخِرَاتٌ ضُلُوعها في ذُرَاها ... وأناضَ العَيْدَانُ والجَبّارُ . وقال أبو حنيفةَ : الجَبّارُ : الذي قد ارتُقِيَ فيه ولم يَسقُط كَرْمُه قال : وهو أفْتَى النَّخْلِ وأكرَمُهقد تُضَمُّ وهذه عن الصَّغانيّ . الجَبَّارُ أيضاً : المُتَكَبِّرُ الذي لا يَرَى لأحَد عليه حَقّاً يُقَال : هو جَبّارٌ من الجَبَابِرَة فهو بَيِّنُ الجِبْرِيَّةِ والجِبْرِيَاءِ مكسورتَيْن غير أنّ الأولَى مشدَّدةُ الياءِ التحتيَّة والثانيةَ ممدودةٌ والجِبِرِيَّةِ بكَسَرَاتٍ مع تشديدِ التحيّة والجَبَرِيَّةِ محرَّكة ذَكَره كُرَاع في المجرَّد والجَبَرُوَّةِ بضمِّ الراءِ وتشديدِ الواو المفتوحَةِ وقد جاءَ في الحديث : " ثم يكونُ مُلْكٌ وَجَبَروُةٌ " أي عُتُوٌ وقَهْرٌ والجَبَرُوتَا على مثال رَحَمُوتَا نقلَه شُرّاحُ الفَصِيح كالتَّدْمِيرِيِّ وغيره والجَبَرُوتِ الأربعةُ مُحَرَّكاتٌ وهذا الأَخِيرُ من أشهرِهَا وفي الحديث : " سُبْحَانَ ذِي الجَبَرُوتِ والمَلَكُوتِ " قال ابنُ الأثِير والفِهْرِيّ شارحُ الفَصِيح وابنُ مَنْظُورٍ وغيرُهم : هو فَعَلُوت من الجَبْر والقَهْر والقَسْر والتاءُ فيه زائدةٌ للإلحاق بقَبَرُوس ومثلُه مَلَكُوت من المُلْك ورَهَبُوت من الرَّهْبَة ورَغَبُوت من الرَّغْبَة ورَحَمُوت من الرَّحْمَة قيل : ولا سادِسَ لها قال شيخُنا : وفيه نَظَرٌ وفي العِناية : الجَبْرُوتُ : القَهْرُ والكِبْريَاءُ والعَظمةُ ويُقَابِله الرَّأْفَةُ . والجَبْرِيَّةِ بسكونِ الموحَّدةِ وتشديدِ التحتيَّةِ والجَبْرُوَّة هو مثل الذي تقدَّم غير أن الموحَّدَةَ هنا ساكنةٌ والتَّجْبَار والجَبُّورَةِ مثلِ الفَرُّوجَةِ مَفْتُوحات والجَبُّورَةِ والجُبْرُوتِ مضمومتَيْن فهؤلاء ثلاثةَ عشرَ مصادرَ ذَكَرها أئِمَّةُ الغَرِيب وهي مفرَّقة في الدَّواوين ومما زيدَ عليه : جَبُّورٌ كتَنُّورٌ ذَكَره اللِّحْيَانيُّ في النوادر وكُراع في المجرَّد وجُبُور بالضمّ ذَكَره اللِّحْيَانيُّ وجَبَريَّا محرَّكة ذكره أبو نصرٍ في الألفاظ وجَبْرَؤوت كعَنْكَبُوت ذَكَره التدْمِيرِيُّ شارحُ الفصيحِ والجِبْرِيَاءُ ككِبْرِيَاءَ أوردهَ في اللسان فصار المجموع ثمانيةَ عشرَ ومعنى الكلِّ الكِبْر . وأنشدَ الأحْمَرُ لمُغَلِّسِ بنِ لَقِيط الأسَديِّ يُعَاتِبُ رجلاً كان والِياً على أُضاحَ :
فإنّكَ إنْ عادَيْتَنِي غَضِبَ الحَصَى ... عليك وذُو الجُبَّورة المتَغطرِفُ . يقول : إن عادَيْتَنِي غَضِبَ عليك الخَلِيقَةُ وما هو في العَدَد كالحَصَى والمُتَغطرف : المتكبِّر
وجَبْرَائِيلُ : عَلَمُ مَلَك ممنوع من الصَّرف للعَلَمِيَّة والعُجْمَةِ والتَّرْكِيبِ المَزْجِيٍّ على قولٍ أَي عبدُ الله . قال الشِّهَاب : سُرْيانيٌّ وقيل : عِبْرانيّ ومعناه عبدُ الله أو عبدُ الرَّجمن أو عبدُ العَزِيز . وذكر الجوهريُّ والأزهريُّ وكثيرٌ من الأئِمَّة أنّ جَبْر ومِيك بمعنى عَبْد وإيل اسم الله وصَرَّح به البُخارِيُّ أيضاً ورَدَّه أبو عليٍّ الفارسيُّ بأنَّ إيل لم يَذكره أحدٌ في أسمائه تعالَى . قال الشِّهَاب : وهذا ليس بشيْءٍ . قال شيخُنا : ونُقِلَ عن بعضهم أنّ إيلَ هو العَبْدُ وأنّ ما عَداه هو الاسمُ مِن أسماءِ الله كالرَّحمن والجَلالة وأيَّدَه اختلافُها دُونَ إيل فإنه لازِمٌ كما أنّ عَبْداً دائماً يُذْكَرُ وما عَداه يَختلفُ في العربيَّة وزادَه تأْييداً بأن ذلك هو المعروفُ في إضافة العَجَمِ
وقد أشار لمثل هذا البحثِ عبدُ الحَكِيم في حاشية البَيْضَاوِيِّ . قلتُ : وأَحسنُ ما قِيل فيه أن الجَبْرَ بمنزلةِ الرَّجُلُ والرجلُ عبدُ الله وقد سُمِعَ الجَبْرُ بمعنى الرَّجلُ في قول ابنِ أحْمَرَ كما تَقَدَّمتِ الإشارُ إليه كذا حَقَّقَه ابن جِنيّ في المحتسب . فيه لُغاتٌ قد تَصَرَّفَتْ فيه العربُ على عادتها في الأسماءِ الأعجميَّة وهي كثيرٌ . وقد ذَكَرَ المصنِّف هنا أربعَ عشرَةَ لغةً : الأُولَى : جَبْرِئيلُ كَجَبْرَعِيل قال الجوهريُّ : يُهمَز ولا يُهمَز قال الشِّهاب : ومن قَواعدهم المشهورةِ أنَّهم يُبْدِلُون همزَةَ الكلمة بالعَيْن عند إرادة البَيَانِ وعليه جَرَى سِيبَوَيْهِ في الكتاب فمَن دُونَه ومنهم مَن نَظَّرَه بسَلْسَبِيل وبها قرأَ حمزةُ والكسائيُّ وهي لغةُ قيس وتَمِيم . وقال الجوهريُّ : وأنشدَ الأَخْفَشُ لكَعْبِ بنِ مالك :شَهِدْنا فما تَلْقَى لنا مِن كَتِيبَةٍ ... يَدَ الدَّهْرِ إلاّ جَبْرِئِيلُ أمامُهَا . قال ابن بَرِّيٍّ : ورفع أمامها على الإتباع لنَقْلِه من الظُّرُوف إلى الأسماءِ
الثانيةُ : جِبْرِيلُ بالكسر مثالُ حِزْقِيل وهي أشهرُهَا وأفصحُهَا وهي قراءَةُ أبي عَمْرو ونافعٍ وابنِ عامرٍ وحَفْص عن عاصم وهي لغةُ الحِجَاز وقال حَسّان :
وجِبْرِيلٌ رسولُ اللهِ فينا ... ورُوحُ القُدْسِ ليس له كِفَاءُ . الثالثةُ : جَبْرَئِلُ مثالُ جَبْرَعِل أي بدون ياءِ بعد الهمزةِ وتُرْوَى عن عاصم ونَسَبَهَا ابنُ جِنِّي في الشّواذّ إلى يحيَى بنِ يَعْمُرَ
الرابِعَةُ : جَبْرِيلُ مثالُ سَمْوِيل بفتحٍ فسكونٍ فكسرٍ وهي قراءَةُ ابنُ كَثِيرٍ والحَسَنِ . قال الشِّهَاب : وتضعيفُ الفَرّاءِ لها بأَنه ليس في كلامهم فَعْلِيل أي بالفتح ليس بشيْءٍ لأنّ الأَعْجَميَّ إذا عُرِّبَ قد يُلْحِقونه وقد لا يلحقونه مع أنه سُمِعَ سَمْوِيلُ لطائرٍ . قال شيخُنَا : وفي سَماعِه نَظَرٌ ومَن سمِعه لم يدَّعِ أنه فَعْلِيلٌ بل فَعْوِيلٌ وهو ليس بعزِيز . قلتُ : وقد يأْتي لمصنِّف في سمل ما يدلُّ على أن سَمْوِيل فَعْوِيل لا فَعْلِيل
الخامسةُ : جَبْرَائِلُ بفتحِ فسكونٍ وهمزة مكسورة بدون ياءٍ بعد الألف مثال جبْراعِل وبها قرأَ عِكْرِمَةُ ونَسَبَهَا ابنُ جنِّي إلى فَيّاضِ بنِ غَزْوانَ ويحْيى بنِ يَعْمُر أيضاً
السادسةُ : جَبْرائيلُ مثلُهَا مع زيادةِ ياءٍ بعد الهمزة مثال جَبْراعِيل
السابعةُ : جَبْرَائِلُّ بفتحٍ فسكونٍ وهمزةٍ مكسورة ولام مشدَّدَةٍ مثالُ جَبْرَعِلّ وتُرْوَى عن عاصمٍ وقد قِيل إنّ معناه عبدُ الله في لغتهم . قاله ابنُ جِنِّي : الثامِنَةُ : جبْرَالُ بالفتح مثالُ خَزْعَال وسيأْتي أنه ليس لهم فَعْلالٌ سِواه عن الفَرّاءِ
التاسعةُ : جِبْرَالُ بالكسر مثالُ طِرْبَال
العاشرةُ : بسكون الياءِ بلا هَمْزٍ : جَبْرَيْلُ أي مع فتحٍ فسكونٍ في الأول وهي قراءَةُ طلحةَ بنِ مُصرِّف
الحاديةَ عشرةَ بفتحِ الياءِ : جَبْرَيلُ والباقي كالضَّبْط السابق
الثانيةَ عشرةَ بياءَيْن تَحْتِيَّتَيْنِ : جَبْرَيِيلُ كسَلْسَبيل
الثالثةَ عشرةَ : جَبْرِينُ بالنُّون بَدَلَ الَّلامِ ويُكْسَرُ . وبه تَتمُّ اللغاتُ أربعَ عَشرةَ ففي قول شيخَنا : إنّهَا عند المصنِّف ثلاَثَ عشَرَةَ نَظَرٌ . وقد ذَكر منها البيْضاوِيُّ ثمان لغات وما بقِيَ أورَدَه ابنُ مالِكٍ وأرْبَابُ الأفْعَالِ وقد نَظَم الشيخُ ابنُ مالِك سَبْعَ لغَات من ذلك في قوله :
جِبْرِيل جبْرِيلُ جَبْرَائِيلُ جبْرِئلٌ ... وجَبْرَئِيلُ وجبْرالٌ وجِبْرِينُ . قال شيخُنَا : وذَيَّلَهَا الجَلاَلُ السُّيُوطِيُّ بقوله :
وجَبْرَأَلُّ وجَبْرايِيلُ معْ بَدلٍ ... جبْرائِلٌ وبِيَاءٍ ثمَّ جَبْرِينُ . قال شيخُنَا : وقولُه : مع بدلٍ إشارةٌ إلى جبْرائِين لأن فيه إبدال الياءِ بالهمزة واللام بالنُّون
قلتُ : وقد فاتَ المصنِّف جبْرَايِيل الذي ذَكَرَه السُّيُوطِيُّ وهو بياءَيْن بعد الألفِ وقد أورَده الشِّهَابُ وقبله ابنُ جِنِّي في الشَّواذّ فقال : وبها قرأَ الأعْمشُ وكذلك جَبْرَايِلُ مقصوراً بالياءِ بدلَ الهمزةِ وقد ذَكَرَه السُّيُوطِيُّ وجَبْرَأَلُ بتحفيفِ الّلام أورَده ابنُ مالكٍ . قال ابنُ جِنِّي : ومِن ألفاظهم في هذا الاسم أن يقولوا كُوريال في هذا الاسم أن يقولوا كُوريال الكاف بين الكاف والقاف فغالبُ الأَمر على هذا أن تكونَ هذه اللُّغَاتُ كلُّها في هذا الاسم إنما يراد بها جُبْرَال الذي هو كُوريال ثم لَحِقَها من التَّحْرِيف على طُولِ الاستعمالِ ما أصارَهَا إلى هذا التَّفَاوُتِ وإن كانت على كلِّ أحوالِهَا مُتَجَاذِبَةً يَتَشَبَّثُ بعضُها ببعض . واستدلَّ أبو الحَسَنِ على زيادة الهمزة في جَبْرئيلَ بقراءَة مَن قرأَ جَبْرِيل ونَحوه وهذا كالتَّضَيُّفِ من أبي الحَسَنِ رَحِمَه اللهُ لِما قَدَّمْنَاه مِن التَّخْلِيط في الأعجميِّ ويَلزمُ منه زيادةُ النُّون في زَرَجُون لقوله :
" منها فَظِلْتَ اليوْمَ كالمُزَرَّج . والقَوْل ما قَدَّمْنَاهويُذْكَرُ فيه لُغَاتٌ أُخَرُ هكذا تُوجَد هذه العبارةُ في بعض النُّسخ وقد تَسقُط عن بعضها
والجَبَارُ : كَسَحَاب : فِنَاءُ الجَبّانِ نقلَه الفَرّاءُ عن المفضَّل . والجَبَّان ككَتَّان : المَقْبَرَةِ والصحراء وسيأْتِي في النُّون إن شاءَ الله تعالى
قولهم : ذَهبَ دَمُه جُبَاراً . الجُبَار بالضَّمِّ : الهَدَرُ في الدِّيَّاتِ والسّاقِطُ مِن الأرض والباطِلُ وفي الحديث : " المَعْدِنُ جُبَارٌ والبِئْرُ جُبَارٌ والعَجْمَاءُ جُبَارٌ " . قال الأزهريُّ : ومعناه أن تَنْفَلِتَ البَهيمةُ العَجْمَاءُ فتُصِيب في انفلاتِها إنساناً أو شيئْاً فجُرْحُهَا هَدَرٌ وكذلك البِئْرُ العادِيَّةُ يَسقطُ فيها إنسانٌ فيَهْلِكُ فَدَمُه هَدَرٌ والمَعْدِنُ إذا انْهارَ على حافِرِهِ فقَتَلَه فدَمُه هَدَرٌ وفي الصّحاح : إذا انْهارَ على مَن يَعملُ فيه فَهَلَكَ لم يُؤخَذ به مُستأْجِرُه . وفي الحديث : السّائِمَةُ جُبَارٌ أي الدّابَّةُ المُرْسلَة في رِعْيِهَا وأنشدَ المصنِّف في البصائر :
وشادِنٍ وَجْهُه نَهَارُ ... وخَدُّه الغَضُّ جُلَّنَارُ . قلتُ له : قد جَرَحْتَ قَلْبِي فقال : جُرْحُ الهَوَى جُبَارُ
الجُبَارُ مِن الحُروُب : ما لا قَوَدَ فيها ولادِيَةَ يقال : حَرْبٌ جُبَارٌ
الجُبَارُ : السَّيْلُ قال تَأَبَّطَ شَرّاً :
بِهِ مِن نَجاءِ الصَّيْفِ بِيضٌ أقَرَّها ... جُبَارٌ لِصُمَّ الصَّخْرِ فيه قَرَاقِرُ . يَعْني السَّيْلَ
الجُبَار : كُلُّ ما أَفْسَدَ وأَهْلَكَ كالسَّيْل وغيره
الجُبَار : البَريءُ من الشَّيْءِ يُقال : أنا منه خَلاَوةٌ وجُبارٌ وقد تقدَّم في فلج للمصنِّف : ومنه قولُ المُتَبَرِّي من الأمْر : أنا منه فالِجُ ابنُ خَلاَوَةَ . فَتَأَمَّلْ ذلك . وجُبَارُ كغُرَابٍ : اسمُ يوم الثَّلاثاءِ في الجاهليَّة من أَسْمَائهم القديمة ويُكْسَرُ قال :
أُرَجِّي أنْ أعيشَ وأنَّ يَوْمي ... بأوَّلَ أو بأَهْوَنَ أو جُبَارِ
أو التَّالي دُبَارِ فإنْ يَفُتْني ... فمُؤْنِسَ أو عُروبَةَ أو شِيَارِ . ونقلَه أيضاً الفَرّاءُ عن المفضَّل . جُبَارٌ بالضمّ : اسمُ ماء بين المدينةِ وفَيْد لبني حُمَيْس بن عامِر هكذا في سائر النُّسَخ وفي معجم البَكْريِّ لبَني جُرَش بن عامرٍ من جُهيْنَةَ وهم الحُرَقة
قد يُسْتَعملُ الجبْرٌ للإصلاح المجرَّد ومنه : جابرُ بنُ حَبَّةَ اسمُ الخُبْز معْرفَة كذا في المُحكَم : وكُنْيتُه أبُو جابرٍ أَيضاً وهو مَجازٌ وقد ذَكَره الجُرجانيُّ في الكنايات وأنشدَ الزَّمَخْشَريُّ في الأساس :
فلا تَلُومِيني ولُومِي جابِرا ... فجابِرٌ كَلَّفَنِي هَواجِرَا . وأنشدَنا شيخُنا الإمامُ أَبو عبد الله محمّدُ بنُ الطِّيِّب رَحِمه اللهُ قال : أنشدنا الإمامُ أبو عبد اللهِ محمّدُ بنُ الشّاذِليِّ أَعزَّه الله في أثناءِ قِراءَة المَقامات :
أبو مالكٍ يَعْتَادُنا في الظَّهائِرِ ... يَجيءُ فيُلْقِى رَحْله عندَ جابِرِ . قال : وأَبو مالك : كُنْيةُ الجُوع وقال في اللِّسان : وكلُّ ذلك مِن الجَبْر الذي هو ضدُّ الكسْر . والجبَارَةُ بالكسر والجَبيرَةُ اليَارَقُ وهو الدَّسْتَبنْدُ كما سيأتي له في القاف . جمعُه الجبائرُ قال الأعْشَى :
فأرتْكَ كَفاً في الخِضَا ... بِ ومِعْصَماً مَلأَ الجِبَارَهْالجَبيرَةُ أيضاً : العِيدانُ التي تُجْبَرُ بها العِظامُ على اسْتِواءٍ . والمُجبِّرُ : الذي يشُدُّ العِظَام المكْسُورَةَ ويُجبِّرُهَا . وقال أبو حاتم في تَقْويم المُبْتَدأِ : الجَبَائرُ : العِيدانُ التي تُشَدُّ على المَجْبُور . وقال ابن الأَنْباريِّ : واحدَتُها جِبارةٌ بالكسْر كما للمصنِّف والجوهريِّ وغيرهما . وجِبارةُ بنُ زُرارةَ بالكسر كذا ضَبطَه الدَّارقُطْنيُّ وابنُ ماكُولا : صحَابيٌّ بَلَويٌّ شَهدَ فَتْح مصر أو هو جُبارةُ كثُمامةَ ورُجِّعَ الأوّلُ . وجوْبرُ بالفتح : نَهرٌ أَو : ة بدمشقَ أو هي أي القريةُ بهاءٍ والذي في مُعجم ياقوت نهرُ جَوْبَر بالبَصْرة منها أَي منها أي من جَوْبَرَة التي بدمشقَ : أبو عبدُ الله عبدُ الوهّاب بنُ عبد الرَّحيم بن عبد الوهّاب الأشْجَعِيُّ الغُوطِيُّ عن شُعَيْب بن إسحاقَ وعنه أبو الدَّحْداحِ . ذَكَره الأمِيرُ . وقال الحافظُ : رَوَى عنه أبو داوودَ في السُّنَن وأحمدُ ابنُ عبدِ اللهِ بن يَزيدَ الجوْبريّان الدِّمَشْقِيّان حدَّث الأخيرُ عن صَفْوانَ بن صالحٍ ويُنْسَبُ إليه : الجوْبَرَانيُّ أيضاً
اشتَهَر بها عبدُ الرَّحْمن بنُ محمّد بن يَحْيى بن ياسرٍ الجَوْبَرانيُّ المحدِّثُ وفي التَّبْصير : عبدُ الرحمن بن يَحْيَى بن ياسرٍ الجَوْبَريُّ شيخٌ لأبي القاسم بنِ أبي العلاءِ وأبوه يَروِي عن عُثمان بنِ محمّد الذّهَبِيِّ
جَوْبرُ : ة بنَيْسابُورَ منها : أبو بكرٍ محمّدُ بنُ عليِّ بن محمّد بن إسحاق الجَوْبَريُّ عن حَمْزَةَ بنِ عبد العزيزِ القُرَشيِّ وعنه زاهِرُ بنُ طاهر . جَوْبَرُ : ة بسَوادِ بغدادَ وهي التي ذَكَرها ياقوتُ في المعجم . وجُويْبَارُ بضمِّ الجيمِ وسكُون الواوِ والياءِ المُثَنَّاةِ من تحت ويقال : جُوبَارُ بلا ياءٍ وكلاهما صحيحٌ وكذلك النَّسَبُ إليها صحيحٌ بالوَجْهَيْن : جُويْبَارِيٌّ وجُوبَارِيٌّ ومعناه مَسِيلُ النَّهْرِ الصَّغِير . وجُو بالضمّ وجُوىْ بزيادةِ الياءِ بالفارسيَّة : النَّهْرُ الصغيرُ وبارُ : مَسِلُيه وقُدِّمَ المُضَافُ إليه على المُضاف على عَادَتِهم في التَّراكِيب وهي : ة بهرَاةَ منها : أحمدُ بنُ عبدِ الله التَّيْمِيُّ الهَرَويُّ ويقال فيه : الشَّيْبَانيُّ أيضاً الوَضَّاعُ الكَذّابُ رَوَى عن جَرِير بن عبد الحميد والفَضْل بنِ موسى وغيرهما أحاديثَ وَضَعَها عليهم
جُوبَارَةُ بسمَرْقَنْدَ منها : أبو عليٍّ الحَسَنُ بنُ عليٍّ السَّمَرْقَنْدِيُّ جُوَبْيَارُ : مَحَلَّةٌ بنَسَفَ منها : محمّدُ بنُ السَّرِيّ بنِ عَبّاد النَّسَفِيُّ الجُوَيْبَارِيُّ رَأَى البُخَارِيَّ صاحِبَ الصَّحِيح . جُوبْيَارُ : ة بِمَرْوَ منها أبو محمّد عبدُ الرَّحمن بنُ محمّد بن عبد الرَّحمن البُويَنَجيُّ على فَرْسَخَيْن مِن مَروَ تُعرَفُ جُويْباربُويَنَكَ صاحبُ أبي سعْد السّمْعانيِّ رَوى عنه بمرْوَ رَوَى شَرَفَ أصحاب الحديث لأبي بكر الخَطيب عن عبد الله بن السَّمَرْقَنْديِّ عنه
جُويْبَارُ : محَلَّةٌ بأصْفَهانَ ويقال لها : جُوبارُ أيضاً منها محمّدُ بنُ عليٍّ السِّمْسَارُ وأبو منصور محمودُ بنُ أحمدَ بن عبد المُنْعم بن ما شاذَه رَوَى عنه السّمْعانيُّ وغيرُهأبو مسعود عبدُ الجَليل بنُ محمّد بن عبد الواحِدِ بنِ كوتاه الحافِظُ عن أصحاب أبي بكرِ بنِ مرْدَوْيهِ رَوَى عنه السّمْعانِيُّ . جُوبْيَارُ : قريةٌ أو ع بجُرجَانَ : منه : طَلْحَةُ بنُ أبي طَلْحَةَ الجُرْجَانِيُّ عن يَحْيَى بن يَحْيَى وعنه أبو بكر الإسماعِيلِيُّ . وجَبْرَةُ بفتح فسكونٍ وجُبَارَةُ بالضمِّ وجِبَارَةُ بالكسر وجُوَيْبِرٌ مصغَّر جابر : أسماءٌ وجابِرٌ اثنانِ وعشرونَ صَحابياً وهم : جابرُ بنُ أُسامةَ الجُهَنِيُّ وجابرُ ينُ حابِسٍ اليَمَانيُّ وجابرُ بنُ خالد الخَزْرَجيُّ وجابرُ بن أبي سبْرَةَ الأسَديُّ وجابرُ بنُ سُفْيَانَ الأنْصَارِيُّ وجابرُ بنُ سُلَيْمٍ الهُجيْميُّ وجابرُ بنُ سَمُرَةً العامريّ وجابرُ بنُ شَيْبَانَ الثقَّفَيُّ وجابرُ بنُ ماجدٍ الصَّدَفيُّ وجابرُ بنُ أبي صَعْصَعةَ المازنيُّ وجابرُ بنُ طارقٍ الأحْمسيُّ وجابرُ بنُ ظالمٍ الطّائيُّ وجابرُ بنُ حابسٍ العَبْديُّ وجابرُ بنُ عبدِ الله الرّاسِبِيُّ وجابرُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ رِيَاب وجابرُ بنُ عبدِ اللهِ الأنْصَارِيًّ وجابرُ بنُ عُبَيْد نَزَلَ البَصْرةَ وجابرُ بنُ عَتِيك الأنصارِيُّ وجابرُ بنُ عُمَيْرٍ الأنصاريُّ وجابرُ بنُ النُّعْمَانِ البَلَوِيُّ وجابِرُ بنُ ياسرٍ القِتْبَانِيُّ وجابِرُ بنُ عيّاش . فهؤلاءِ اثنان وعشرون صَحابياً . وبَقي عليه منهم : جابرُ بن الأزْرَق الغاضِرِيُّ نزَلَ حِمْصَ وجابرُ بنُ عبدِ اللهِ العبديُّ وجابرُ بنُ عَوْفٍ أبو أوْسٍ الثَّقَفِيُّ . ذكَرهم الحافظ الذَّهَبيُّ في كتاب التَّجْرِيد
وجبَرْ خمسةٌ وهم : جَبْرٌ الأعْرَابيُّ المُحارِبيُّ وجَبْرُ بنُ عبد الله القبْطٍيّ مَوْلَى أبِي بصْرة وجَبْرُ بنُ عِتيك وجَبْرٌ الكِنْدِيُّ وجَبْرٌ أبو عبدِ الله وجَبْرُ بنُ أنَس . وقد اختُلِفَ في الأخِير وصوَّبُوا أنه جُبَيْرُ بن إيَاسٍ وقد تصَحَّفَ عليهم . وجُبَيْرٌ ثمانيةٌ وهم : جُبَيْرُ ثمانيةٌ وهم : جُبَيْرُ بنُ إياس الخَزْرَجِيُّ وجُبَيْرُ بنُ بُحْينَةَ الأزْدِيّ وجُبيْرُ بنُ الحُبَابِ بن المُنْذِرِ وجُبَيْرُ بنُ الحارِثِ القُرَشيّ وجُبَيْرُ بنُ مُطْعِم بنِ عَديٍّ النَّوْفَلِيُّ وجُبيْرُ بنُ النُّعْمَانِ الأوْسيُّ وجُبيْرُ بنُ نُفَيْر الحَضْرَمِيُّ وجُبَيْرٌ مَوْلَى كَبيرة بنت سُفْيانَ
وجِبَارةُ بالكسر واحِدٌ وهو جبَارَةٌ بنُ زُرَارةُ وقد تقدَّم الاختلافُ فيه وهكذا ضَبَطَه ابن ماكُولا والدَّارَقُطْنِيُّ
أبو القاسمِ عِمْرانُ بنُ موسى بن يَحْيَى بنِ جِبَارَةَ بالكسر الحَمْرَاوِيُّ الجِبَاريُّ من أهل مصرَ رَوَى عن عيسى بن حَمّاد زُغْبَةَ توفِّي سنة 301 . ومحمّدُ بنُ جعفرِ بنِ جِبَارةَ الدِّمَشْقيُّ الجَوْهريُّ وابنُه الحَسَنُ بنُ محمّد الرّاوِي عن خَيْثَمَة ذَكَره الذَّهَبِيُّ : مُحَدِّثان
وأما سعدٌ الجُبَارِيُّ فبالضمِّ له شِعْرٌ مذكورٌ في مُعْجَم المُنذريِّ وهو ضَبَطه قال : إنه منسوبٌ إلى بني جُبَارَةَ . وجَبْرةُ بنتُ محمّد بن ثابت بن سِباع مشهورةٌ من أَتباع التابعين قلت : وزوجها محمّد بنُ عبد الرحمن رَوَى عنه أبو عاصم . جَبْرَةُ بنتُ أبي ضَيْغَمٍ البَلَويَّةُ شاعرِةٌ تابعيَّةٌ . قلتُ : الصَّواب فيها بالحاءِ المهملَة كما ضَبَطَه الحافظُ والعَجَب من المصنِّف فغنه قد ذَكَرَها في المهملة على الصَّواب ووهم هنا . فَتَأَمَّلَ . وأبو جُبَيْر : كَزُبيْر الكِنْديُّ له حديثٌ في الوضُوءِ رَوَاه عنه جُبَيْر بنُ نُفَيْر وإسْنَاده حََسنٌ وهناك رجلٌ آخَرِ مِن الصَّحابة اسمه أبو جُبَيْرٍ الحَضْرَمِيُّ له حديثٌ وأبو جَبِيرَةَ كسَفِينَة بنُ الحُصيْن الأوْسيُّ الأشْهَليُّ ذَكَره أبو عَمْرو : صَحابيّان . أبو جَبيرَةَ بنُ الضَّحّاك الأشْهَلِيُّ أخو ثابِتٍ مُخْتَلَفٌ في صُحْبَتِه وُلِدَ بعد الهجرةِ ورَوَى عنه الشَّعْبيُّ وقَيْس بن أَبي حازم وابنُه محمود بنُ أبي جَبيرَةَ نَزَل الكُوفةَ له في النَّهْى عن التَّنابُز وزَيْدُ بنُ جَبيرَةَ من بَني عبدِ الأشْهَل مُحَدِّثٌ عن أبيه ذَكَرَه البُخَاريُّ في تاريخه . وأما زَيْدُ بنُ جَبِيرةَ الذي روى عن داوُودَ بنِ الحُصيْنِ فإنه واهٍ ذَكَرَه الذَّهَبيُّ في الدِّيوانجُبَيْرةُ كجُهَيْنَةَ : أحمدُ بنُ عليٍّ بنِ محمّدِ بنِ جُبَيْرَةَ بنِ البُصْلاِنيّ سَمِعَ عاصِمَ بنَ الحَسَنِ : شيخٌ لابنِ عَساكِرَ الحافظِ أبي القاسمِ صاحبِ التاريخ . والجُبَيْريُّون جماعةٌ بالبَصْرَة يَنْتَسِبُون إلى جُبَيْرِ بنِ حيَّةَ بنِ مسعودِ بنِ مُعتِّبِ بنِ مالكِ بنِ كَعْبِ بنِ عَمْرو بنِ سعيدِ بن عَوْفِ بنِ ثَقِيف رَوَى عن المُغِيرَةِ بنِ شُعْبَةَ ونَزَلَ البصرةَ . ومِمَّنْ يُنْسب إليه سَعِيدُ بنُ عبدِ الله بن زيادِ بن جُبيْرِ بن حيَّةَ بصْرِيُّ عن ابن بُرَيْدَةَ . وابنُ زِيَادِ بنِ جُبَيْرٍ هكذا في النُّسَخ الموجودةِ والمعروفُ في نسبهم أنّ جُبيْرَ بنَ حَيَّةَ له وَلَدَانِ : عبدُ اللهِ وزِيادٌ والأخيرُ يرْوِي عن أبيه فلَفْظَةُ ابن زائدةٌ وابنُه إسماعِيلُ وهو إسماعيلُ بنُ سَعيدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ زيادِ بنِ جُبَيْرٍ على الصَّحيح فالضميرُ راجعٌ إلى سعِيد لا إلى زياد كما هو ظاهرٌ وهو يَرْوِي عن أبِيه سَعِيد ذَكَره ابنُ أبي حاتِمٍ عن أبيه ووثَّقَه . و قال ابنُ الأَثِير : عُبَيْدُ اللهِ بنُ يُوسُفَ بنِ المُغِيرَةِ شَيخٌ بَصْرِيٌّ من أولاد جُبَيْرِ بنِ حَيَّةَ
وفاتَه : أبو عُبَيْد قاسمُ بنُ خَلفِ بنِ فَتْحِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ جُبيْرٍ سَكَنَ قُرْطُبَةَ وسَمِعض الحديثَ بالعِراق وعاد إلى الأنْدَلُسِ توفِّي سنَة 371 . وجِبْرِينُ كغِسْلِين : ة كبيرةٌ بناحِيَة عَزَازَ بالشّامِ مِن فُتُوح عَمْرِو بنِ العاصِ اتَّخَذَ بها ضَيْعَةً تُدْعَى عَجْلانَ باسم مَوْلىً له منها : أحمدُ بنُ هِبَةِ اللهِ النَّحَويُّ المُقْرئُ والنِّسْبَةُ إليها جِبْرَانِيٌّ على غير قياسٍ فإن القِيَاسَ يَقْتَضِي أن يكونَ جِبْرِيِنيٌّ وضَبَطَه الحافظُ ابنُ نُقْطَةَ صاحبُ الإكمالِ بالفَتْح للخِفَّة . وجِبْرِينُ الفُسْتُقِ : ة على مِيلَيْنِ مِن حَلَبَ أوّلَ مرحَلةٍ من حلَبَ للمُتوجِّهِ إلى أنْطًاكيًةً ومنها : محمّدُ بنُ محمّدِ بن عُلْوانَ بن نَبْهَانَ الجِبْرِينِيُّ الحَلَبِيُّ ولد سنة 763 ، حدَّثَ
وبَيْتُ جِبْرِينَ : قريةٌ كبيرة بِفِلَسْطِينَ وبين غَزَّةَ والقُدْسِ منه : أبو الحَسَنِ محمّدُ بنُ خَلَفِ بنِ عُمَرَ الجِبْرِيِنيُّ المحدِّثُ روَى عن أَحمدَ بنِ الفَضْلِ الصّائِغ وعنه أَبو بكرِ بنِ المُقْرِئ الأصْبَهَانِي . والمجَبِّرُ : الذي يُجَبِّر العِظامَ ويشُدُّها على اسْتِواءٍ
هو لَقَب أبي الحَسَن أَحمد بنِ موسى بنِ القاسمِ بنِ الصَّلْتِ بنِ الحارِثِ بن مالك العَبْدَرِيِّ البَغْدَادِيِّ المحدِّثِ ولَقَبُ أَبي الحارِثِ يَحْيَى بنِ عبدِ اللهِ بنِ الحارثِ التَّيْمِيِّ ويقال للأخِير : الجَابِرِيُّ أيضاً إلى جَبْرِ العَظْمِ
المُجَبَّر بفتح الباءِ هو عبد الرَّحْمن الأصغَرُ بن عبد الرَّحْمن الأكبر بنِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنه ويقال له : أبو المجَبَّرِ أيضاً وإنما قيل له ذلك لأنّه وَقَعَ وهو غلامٌ فقيل لعمَّتِه حَفْصَةَ : انْظُرِي إلى ابن أخِيكِ المُكَسَّر فقالت : بل المُجَبَّر فبَقِيَ لَقَباً عليه قالَه أبو عَمْرو
جَبَّرٌ كبَقَّمٍ : لَقبُ محمّدِ وفي بعض النُّسخ : روْح بن عِصَامِ بنِ يَزِيدَ الأصْفَهَانِيِّ المحدِّثِ عُرِفَ والدُه بخادمِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيُّ وعنه ابنُه إسماعيلُ ومحمّدُ بنُ إسحاقَ بنِ مَنْدَه . والمُتْجبِّرُ : الأَسَدُ لعُتُوِّه وقهْرِه وأجْبرَه : نَسبَه إلى الجَبْر كأَكْفَره : نَسَبه إلى الكُفْر
وبابُ جَبّارٍ ككَتّانٍ : بالبَحْرَيْنِ . ومحمّدُ بنُ جَابَارَ الهَمْدَانِيُّ زاهدٌ صَحبَ الشِّبْليَّ وغيرهومَكِّيُ بنُ جَابَارَ الدِّينَوَرِيّ : مُحدِّثٌ ثقةٌ حَدَّث بدمشقَ بعد السِّتِّين وأربَعمائة . والجابِرِيُّ : محدِّثٌ له جُزْءٌ في الحديث م أي معروفٌ رَواه عنه أبو نُعَيْم قاله الذَّهَبيُّ . قلتُ : وهو أبو محمّدٍ عبدُ اللهِ بنِ جعفرِ بنِ إسحاقَ بنش عليِّ بنِ جابرِ بنِ الهَيْثَمِ المَوْصَلِيُّ الجابِرِيُّ نِسْبَةً إلى جَدِّه سكَنَ البَصْرةَ وسَمعَ عن أَبي يَعْلَى الموْصِليِّ وغيرِه وعنه أَبو نُعَيْم وقد رَوَيْنَا هذَا الجَزْءَ مِن طريق الحافظِ البِرْازاليِّ عن أَبي المنجّا بنِ اللَّتِّى عن أَبي رشِيد البِشْرِيِّ عن أَبي عليٍّ الحدّادِ عن أَبي نُعيْمٍ عنه . ومحمّدُ بنُ الحَسَنِ الجابِرِيُّ صاحبُ أبي الفَضْلِ عِيَاضِ بن موسى اليَحْصُبِيِّ القاضِي حدَّث بسَبْتَةَ قبل السِّتمائة بالشِّفاء عنه ويُوسُفُ بنُ جَبْرَويْهِ الطَّيَالِسِيُّ : مُحدِّثٌ . وأَبو سَهْلٍ أَحمدُ بنُ عليِّ بنِ جَبْروَيْه الكَلْوذَانِيُّ عن الكُدَيْمِيِّ وعنه رزْقَويْه
وأمّا أَبو الحسنِ محمّدُ بنُ الحسن بنِ جُبْرُوَيْهِ فبالضمّ حدَّثَ عنه أبو الغَنَائِم النَّرْسِيُّ
وجُبْرَانُ بنُ إبراهيمَ الصّغانيّ كعُثْمَانَ : شاعرٌ شِيعِيٌّ قالَه الأمِيرُ ويرْوِي عن أَبي قُرَّةَ
وجَبْرُونُ بنُ عِيسى البَلَوِيُّ حدَّث عن سُحْنُون الفَقِيه وعن يَحْيَى بنِ سليمانَ الحُفْريِّ القَيْروانِي . جَبْرُونُ بنُ سعيد الحَضْرِمَيُّ قاضِي الإسكندريةِ سَمِعَ محمّدَ بنَ خَلاّد الإِسكندرانيَّ . وجَبْرُونُ بنُ عبد الجَبّارِ بنِ واقِدٍ سَمِعَ ابن عُيَيْنَة . وجَبْرُونُ بنِ واقِد سَمِعَ ابنُ عُيَيْنَة . وجَبْرُونُ بنُ واقِد الإفْرِيقيُّ . وعبدُ الوارِثِ بنُ سُفيَانَ بنُ جَبْرُونَ من أشياخ ابنِ عبدِ البَرِّ : محدِّثُون . والمَجْبُورَةُ وجابِرَةُ اسْمَانِ لطَيْبَةَ المشَرَّفَةَ على ساكنها أفْضَلُ الصّلاةِ والسّلامِ والمَجْبَورَة كأَنَّهَا جُبِرَتْ بِه صلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّم وجابِرَةُ كأنّهَا جَبَرَتِ الإيمانَ
والاْنجِبَارُ : نَباتٌ نَفّاعٌ يُتَّخَذُ منه شَرَابٌ مذكورٌ في كتب الطِّبِّ
ومّما يُسْتَدْرَك عليه : رجلٌ جَبّارٌ : مُسَلَّطٌ قاهِرٌ وبه فُسِّر قوله تعالى : " وما أنتَ عليهم بجَبّار " أي بمُسَلَّط فتَقْهَرَهم على الإسلام . والجبّارُ : الذي يَقْتُلُ على الغَضبِ . وفي الحديث : " كثَافةُ جِلْدِ الكافرِ أربعُون ذِراعاً بذِراعِ الجَبّار " أراد به هنا الطَّوِيل وقيل : المَلِك كما يُقَال بذِراع المَلِك . قال القُتَيْبِيُّ : وأَحْسَبُه ملِكاً من ملُوك الأعاجِمِ كان تامَّ الذِّراعِ . وفي حديث خَسْفِ جَيْش البَيْدَاءِ : " فيهم المُسْتَبْصِرُ والمَجْبُورُ وابنُ السَّبِيل " . وهو من جَبَرْتُ لا أَجْبَرْتُ
وقال أبو عُبَيْد : الجَبَائِرُ : الأَسْوِرَةُ مِن الذَّهب والفِضَّة واحدتُها جِبَارةٌ وجَبِيرَةٌ وقال الأعْشَى :
فأَرْتْكَ كَفّاً في الخِضَا ... بِ ومِعْصَماً مِلءَ الجِبَارهْ . وأصَابَتْه مُصيبَةٌ لا يَجْتبِرُها أي لا مَجْبَرَ منها
ونارُ إجْبيرَ غير مَصْروف : نارُ الحُبَاحِبِ حكَاه أبو عليٍّ عن أبي عمْروٍ الشَّيبانيِّ
وَحَكَى ابنُ الأَعرابيِّ : جِنْبَارُ من الجبْر . قال ابن سِيدَه : هذا نصُّ لَفْظِه فلا أدرِي مِن أيِّ جَبْر عَنَى : أمِن الجبْرِ الذي هو ضِدُّ الكَسْر وما في طريقه أم مِن الجَبْر الذي هو خلافُ القدَرِ ؟ قال : وكذلك لا أَدرِي ما جِنْبارُ : أوَصْفٌ أَم عَلمٌ أَم نَوْعٌ أَم شَخْصٌ ؟ ولولا أَنه قال : مِن الجَبْر لأَلْحقْتُه بالرباعِيِّ ولقلتُ : إنَّها لغةٌ في الجِنِبَّارِ الذي هو فرْخُ الحُبَارَى أو مُخَفَّفٌ عنه
وزيادُ بنُ جُبيْر الطّائِيُّ الكوفِيُّ من رجال البُخَارِيَّ . والجِبَارُ بالكسر : جَمْع الجَبْرِ بمعنى المَلِكِ . والجبِيرِيَّةُ : قريةٌ باليمن وقد دَخلتُها وفيها الفُقهاءُ بنو حُشبْيِر . ومِن سَجَعَات الأساس : وما كانت نُبُوَّةٌ إلاّ تَنَاسَخَها مُلْكُ جَبَرِيَّة . أي إلاّ تَجَبَّرَ المُلُوكُ بعدَهَاومِن المجاز : ناقَةٌ جَبَّارةٌ أي عظيمةٌ . وجبَرْتُ فلاناً فاجْتَبَرَ : نَعَشْتُه فانْتَعَشَ . واسْتَجْبَرتُه : بالَغْتُ في تَعَهُّدِه . وفلانٌ جابِرٌ لي مُسْتَجِْبرٌ . والجَبْرُ في الحِسَاب : إلحاقُ شَيْءٍ به إصلاحاً لما يُرِيدُ إصلاحه . وباجَبّارةُ : قريةٌ شرقيَّ مدينةِ المَوْصِلِ كبيرةٌ عامرةٌ قال ياقوت : رأيتُها غيرَ مرّةٍ . وفي قُضاعَة جابِرُ بنُ كَعْب بن عُلَيْمٍ وفي خَوْلاَن جابِرُ بنُ هِلال وفي غَنِيٍّ جابِرُ بنُ مالك وفي طَيِّئٍ جابِرُ بنُ حَيِّ بنِ عَمْرو بنِ سلْسِلَةَ وجابِرُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ قادِم الهمْدَانِيُّ : بُطُونٌ . وأَحمدُ بنُ عِمْرَانَ بنِ جَبير كَأمِير النَّسَفِيُّ حَدَّثَ عن محمّدِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ الشّاميِّ . وبَنُو جُبُارَة بالضمّ : قبيلةٌ . وساحِلُ الجَوَابِرِ : كُورَةٌ بمصرَ