اللَّيْلُ عقيب
النهار ومَبْدَؤُه من غروب الشمس التهذيب اللَّيْلُ ضد النهار واللَّيْلُ ظلام
الليل والنهارُ الضِّياءُ فإِذا أَفرَدْت أَحدهما من الآخر قلت ليلة يوم وتصغير
ليلةٍ لُيَيْلِيَةٌ أَخرجوا الياء الأَخيرة من مَخْرَجها في الليالي يقول بعضهم
إِنما
اللَّيْلُ عقيب
النهار ومَبْدَؤُه من غروب الشمس التهذيب اللَّيْلُ ضد النهار واللَّيْلُ ظلام
الليل والنهارُ الضِّياءُ فإِذا أَفرَدْت أَحدهما من الآخر قلت ليلة يوم وتصغير
ليلةٍ لُيَيْلِيَةٌ أَخرجوا الياء الأَخيرة من مَخْرَجها في الليالي يقول بعضهم
إِنما كان أَصل تأْسيس بِنائها لَيْلاً مقصور وقال الفراء ليلة كانت في الأَصل
لَيْلِية ولذلك صغِّرت لُيَيْلِيَة ومثلها الكَيْكَةُ البَيْضة كانت في الأَصل
كَيْكِية وجمعها الكَياكي أَبو الهيثم النَّهار اسم وهو ضدُّ الليل والنهارُ اسم
لكل يوم واللَّيْل اسم لكل ليلة لا يقال نَهار ونَهاران ولا ليل ولَيْلان إِنما
واحد النهار يوم وتثنيته يومان وجمعه أَيام وضدّ اليوم ليلة وجمعها لَيال وكان
الواحد لَيْلاة في الأَصل يدلُّ على ذلك جمعهم إِياها اللَّيالي وتصغيرهم إِياها
لُيَيْلِيَة قال وربما وضعت العرب النهار في موضع اليوم فيجمعونه حينئذ نُهُر وقال
دُرَيْد بن الصِّمَّة وَغارة بين اليوم والليلِ فَلْتَةً تَدارَكْتُها وَحْدي
بسِيدٍ عَمَرَّد فقال بين اليوم والليلِ وكان حقُّه بين اليوم والليلة لأَن الليلة
ضدّ اليوم واليوم ضد الليلة وإِنما الليلة ضد النهار كأَنه قال بين النهار وبين
الليل والعرب تستَجِيز في كلامها تعالى النهارُ في معنى تعالى اليوم قال ابن سيده
فأَما ما حكاه سيبويه من قولهم سير عليه لَيْلٌ وهم يريدون ليل طويل فإِنما حذف
الصفة لما دل من الحال على موضعها واحدته لَيلة والجمع لَيالٍ على غير قياس
توهَّموا واحدته لَيْلاة ونظيره مَلامِح ونحوها مما حكاه سيبويه وتصغيرها
لُيَيْلِيَة شذّ التحقير كما شذّ التكسير هذا مذهب سيبويه في كل ذلك وحكى ابن الأَعرابي
لَيْلاة وأَنشد في كلِّ يَوْمٍ ما وكلِّ لَيْلاهْ حتى يقولَ كلُّ راءٍ إِذ رَاهْ
يا وَيْحَهُ من جَمَلٍ ما أَشْقاهْ وحكى الكسائي لَيايِل جمع لَيْلة وهو شاذ
وأَنشد ابن بري للكميت جَمَعْتُك والبَدْرَ بنَ عائشةَ الذي أَضاءتْ به
مُسْحَنْكِكاتُ اللَّيَايِل الجوهري الليل واحد بمعنى جمع وواحده ليلة مثل تَمْرة
وتَمْر وقد جمع على لَيالٍ فزادوا فيه الياء على غير قياس قال ونظيره أَهل وأَهالٍ
ويقال كأَنَّ الأَصل فيها لَيْلاة فحذفت واللَّيْنُ اللَّيْل على البدل حكاه يعقوب
وأَنشد بَناتُ وُطَّاءٍ على خَدِّ اللَّيْنْ لا يَشْتَكِينَ عَمَلاً ما أَنْقَيْنْ
ما دامَ مُخٌّ في سُلامَى أَو عَيْنْ قال ابن سيده هكذا أَنشده يعقوب في البدل
ورواه غيره بَناتُ وُطّاءٍ على خَدّ اللَّيْلْ لأُمِّ مَنْ لم يَتَّخِذْهُنَّ
الوَيْلْ وليلة لَيْلاءُ ولَيْلى طويلة شديدة صعبة وقيل هي أَشد لَيالي الشهر ظلمة
وبه سميت المرأَة ليلى وقيل اللَّيْلاء ليلة ثلاثين ولَيْلٌ أَلْيَلُ ولائلٌ
ومُلَيَّلٌ كذلك قال وأَظنهم أَرادوا بِمُلَيَّل الكثرة كأَنهم توهَّموا لُيِّل
أَي ضُعِّف ليالي قال عمرو بن شَأْس وكان مجُودٌ كالجَلامِيدِ بعدَما مَضى نصفُ
لَيْلٍ بعد لَيْلٍ مُلَيَّلِ
( * قوله « وكان مجود » هكذا في الأصل )
التهذيب الليث تقول العرب هذه لَيْلةٌ لَيْلاءُ إِذا اشتدَّت ظُلمتها ولَيْلٌ
أَلْيَل وأَنشد للكُميت ولَيْلهم الأَليَل قال وهذا في ضرورة الشعر وأَما في
الكلام فلَيْلاء وليلٌ أَلْيَلُ شديد الظلمة قال الفرزدق قالوا وخاثِرُهُ يُرَدُّ
عليهمُ والليلُ مُخْتَلِطُ الغَياطِلِ أَلْيَلُ ولَيْلٌ أَليَلُ مثل يَوْم
أَيْوَمُ وأَلالَ القومُ وأَليَلوا دخلوا في الليل ولايَلْتُه مُلايَلةً ولِيالاً
استأْجرته لليلة عن اللحياني وعامَله مُلايَلةً من الليل كما تقول مُياوَمة من اليوم
النضر أَلْيَلْتُ صِرْت في الليل وقال في قوله لَسْتُ بِلَيْلِيٍّ ولكِنِّي نَهِرْ
يقول أَسير بالنهار ولا أَستطيع سُرى الليل قال وإِلى نصف النهار تقول فعلتُ
الليلةَ وإِذا زالت الشمس قلتَ فعلتُ البارحةَ لِلَّيْلةِ التي قد مضت أَبو زيد
العرب تقول رأَيت الليلةَ في منامي مُذْ غُدْوةٍ إِلى زَوال الشمس فإِذا زالت
قالوا رأَيت البارحةَ في منامي قال ويقال تَقْدَمُ الإِبلُ هذه الليلةَ التي في
السماء إِنما تعني أَقربَ الليلي من يومك وهي الليلةُ التي تليه وقال أَبو مالك
الهِلالُ في هذه الليلةِ التي في السماء يعني الليلةَ التي تدخلها يُتَكَلَّم بهذا
في النهار ابن السكيت يقال لِلَيْلة ثمانٍ وعشرين الدَّعْجاءُ ولليلة تسعٍ وعشرين
الدَّهماءُ ولليلة الثلاثين اللَّيْلاءُ وذلك أَظلمها وليلةٌ ليْلاءُ أَنشد ابن
بري كم ليلةٍ لَيْلاءَ مُلْبِسة الدُّجَى أُفْقَ السماء سَرَيْت غير مُهَيَّب
واللَّيْلُ الذكَر والأُنثى جميعاً من الحُبارَى ويقال هو فَرْخُهما وكذلك فَرْخ
الكَرَوان وقول الفرزدق والشَّيْب ينْهَضُ في الشَّبابِ كأَنه لَيْلٌ يَصِيحُ
بِجانِبَيْهِ نَهارُ قيل عنى باللَّيْل فَرْخَ الكَرَوان أَو الحُبارَى وبالنَّهار
فرخ القَطاة فحُكِيَ ذلك ليونس فقال اللَّيْل ليلُكم والنَّهار نَهاركم هذا
الجوهري وذكر قوم أَن اللَّيْل ولد الكَروان والنَّهار ولد الحُبارى قال وقد جاء
في ذلك في بعض الأَشعار قال وذكر الأَصمعي في كتاب الفَرْقِ النَّهارَ ولم يذكُر
الليلَ قال ابن بري الشعر الذي عَناه الجوهريُّ بقوله وقد جاء ذلك في بعض الأَشعار
هو قول الشاعر أَكَلْتُ النَّهارَ بنِصْفِ النَّهار ولَيْلاً أَكَلْتُ بليلٍ
بَهِيم وأُمُّ لَيْلى الخمرُ السَّوْداء عن أَبي حنيفة التهذيب وأُم ليلى الخمر
ولم يقيِّدها بلون قال وليلى هي النَّشْوَةُ وهو ابتداءُ السُّكْر وحَرَّةُ لَيْلى
معروفة في البادية وهي إِحْدَى الحِرَار ولَيْلى من أَسماء النساء قال الجوهري هو
اسم امرأَة والجمع لَيَالي قال الراجز لم أَرَ في صَواحِبِ النِّعالِ اللاَّبِساتِ
البُدَّنِ الحَوَالي شِبْهاً لِلَيْلى خِيرةِ اللَّيَالي قال ابن بري يقال لَيْلى
من أَسماء الخمرة وبها سميت المرأَة قال وقال الجوهري وجمعه ليالي قال وصوابه
والجمع لَيالٍ ويقال للْمُضَعَّفِ والمُحَمَّقِ أَبو لَيْلى قال الأَخفش علي بن
سليمان الذي صح عنده أَن معاوية بن يزيد كان يُكْنى أَبا لَيْلى وقد قال ابن همام
السَّلُولِيّ إِنِّي أَرَى فِتْنةً تَغْلي مَرَاجِلُها والمُلْكُ بعد أَبي لَيْلى
لمن غَلَبا قال ويحكى أَن معاوية هذا لما دُفِن قام مَرْوان بن الحَكَم على قبره
ثم قال أَتَدْرُون مَن دفنتم ؟ قالوا معاوية فقال هذا أَبو ليلى فقال أَزْنَمُ
الفَزَارِي لا تخْدَعَنَّ بآباءٍ ونِسْبَتِها فالمُلْكُ بعدَ أَبي لَيْلى لمن
غَلَبا وقال المدايني يقال إِنَّ القُرَشِيَّ إِذا كان ضعيفاً يقال له أَبو لَيْلى
وإِنما ضعف معاوية لأَنَّ وِلايته كانت ثلاثة أَشهر قال وأَما عثمان بن عفان رضي
الله عنه فيقال له أَبو لَيْلى لأَنَّ له ابنة يقال لها لَيْلى ولما قتل قال بعض الناس
إِنِّي أَرَى فتنةً تَغْلي مَراجِلُها والمُلْكُ بعد أَبي لَيْلى لِمن غَلَبا قال
ويقال أَبو لَيْلى أَيضاً كُنْيةُ الذكَر قال نوفل بن ضمرة الضَّمْري إِذا ما
لَيْلِي ادْجَوْجَى رَماني أَبو لَيْلى بِمُخْزِيةٍ وعَارِ ولَيْلٌ ولَيْلى موضعان
وقول النابغة ما اضْطَرَّك الحِرْزُ من لَيْلى إِلى بَرَد تَخْتارُه مَعْقِلاً عن
جُشِّ أَعْيارِ
( * قوله « وقول النابغة ما اضطرك إلخ » كذا بالأصل هنا وفي مادة جشش وفي ياقوت
هنا ومادة برد قال بدر بن حزان )
يروى من لَيْلٍ ومن لَيْلى
معنى
في قاموس معاجم
الفَلُّ
الثَّلْم في السيف وفي المحكم الثَّلْم في أَيّ شيء كان فَلَّه يفُلُّه فَلاًّ
وَفَلَّلَه فتفَلَّل وانفَلَّ وافْتَلَّ قال بعض الأَغْفال لو تنطِح الكُنادِرَ
العُضْلاَّ فَضَّت شُؤونَ رأْسِه فافْتَلاَّ وفي حديث أُمّ زَرْع شَجَّكِ أَو
فَلَّكِ أَو جَ
الفَلُّ
الثَّلْم في السيف وفي المحكم الثَّلْم في أَيّ شيء كان فَلَّه يفُلُّه فَلاًّ
وَفَلَّلَه فتفَلَّل وانفَلَّ وافْتَلَّ قال بعض الأَغْفال لو تنطِح الكُنادِرَ
العُضْلاَّ فَضَّت شُؤونَ رأْسِه فافْتَلاَّ وفي حديث أُمّ زَرْع شَجَّكِ أَو
فَلَّكِ أَو جَمَع كُلاًّ لَكِ الفلُّ الكسر والضرب تقول إِنها معه بين شجّ رأْس
أَو كسر عُضو أَو جمع بينهما وقيل أَرادت بالفَلِّ الخصومة وسيف فَلِيل مَفْلول
وأَفَلُّ أَي مُنْفَلٌّ قال عنترة وسَيْفي كالعَقِيقة وهو كِمْعي سِلاحي لا
أَفَلَّ ولا فُطارا وفُلولُه ثُلَمُه واحدها فَلٌّ وقد قيل الفُلول مصدر والأَول
أَصح والتَّفْلِيل تَفَلُّل في حد السكين وفي غُرُوب الأَسْنان وفي السيف وأَنشد
بهِنَّ فُلُولٌ من قِراع الكَتائبِ وسيف أَفَلُّ بيِّنُ الفَلَل ذو فُلول والفَلُّ
بالفتح واحد فُلول السيف وهي كُسور في حدِّه وفي حديث سيف الزبير فيه فَلَّة
فُلَّها يوم بدر الفَلَّة الثَّلْمة في السيف وجمعه فُلول ومنه حديث ابن عوف ولا
تَفُلُّوا المُدى بالاختلاف بينكم المُدى جمع مُدْية وهي السكين كنى بفَلِّها عن
النزاع والشقاق وفي حديث عائشة تصف أَباها رضي الله عنهما ولا فَلُّوا له صَفاةً
أَي كَسَروا له حجراً كنَتْ به عن قوَّته في الدِّين وفي حديث عليّ رضي الله عنه
يَسْتَنزِلّ لُبَّك ويَسْتَفِلّ غَرْبَك هو يستفعل من الفَلِّ الكسْرِ والغرب
الحدُّ ونَصِيٌّ مُفَلَّل إِذا أَصاب الحجارة فكسرته وتَفَلَّلَتْ مَضاربه أَي
تكسرت والفَلِيل ناب البعير المتكسر وفي الصحاح إِذا انثلَم والفَلُّ المنهزِمون
وفَلَّ القومَ يفُلُّهم فلاًّ هزمهم فانفَلُّوا وتَفَلَّلوا وهم قوم فَلٌّ منهزمون
والجمع فُلول وفُلاَّل قال أَبو الحسن لا يخلو من أَن يكون اسم جمع أَو مصدراً
فإِن كان اسم جمع فقياس واحده أَن يكون فالاًّ كشارِب وشَرْب ويكون فالٌّ فاعلاً
بمعنى مفعول لأَنه هو الذي فُلَّ ولا يلزم أَن يكون فُلولٌ جمعَ فَلٍّ بل هو جمع
فالٍّ لأَن جمع اسم الجمع نادِر كجمع الجمع وأَمَّا فُلاَّل فجمع فالٍّ لا محالة
لأَن فَعْلاً ليس مما يكسر على فُعَّال وإِن كان مصدراً فهو من باب نَسْج اليمين
أَي أَنه في معنى مفعول قال ابن سيده هذا تفسير ما أَجمله أَهل اللغة والفَلُّ
الجماعة والجمع كالجمع وهو الفَلِيل والفَلُّ القوم المنهزمون وأَصله من الكسر
وانْفَلّ سِنُّه وأَنشد عُجَيِّز عارِضُها مُنْفَلُّ طَعامُها اللُّهْنةُ أَو أَقَلُّ
وثَغْر مُفَلَّل أَي مؤشَّر والفُلَّى الكتيبة المُنْهزمة وكذلك الفُرَّى يقال جاء
فَلُّ القوم أَي منهزموهم يستوي فيه الواحد والجمع قال ابن بري ومنه قول الجعدي
وأَراه لم يُغادِر غير فَل أَي المَفْلول ويقال رجل فَلٌّ وقوم فَلٌّ وربما قالوا
فَلُول وفِلال وفَلَلْت الجيش هزمته وفَلَّه يفُلُّه بالضم يقال فَلَّه فانفَلَّ
أَي كسره فانكسر يقال مَن فَلَّ ذلّ ومن أُمِرَ فَلّ وفي حديث الحجاج بن عِلاط
لعلّي أُصِيبُ من فَلِّ محمد وأَصحابه الفَلُّ القوم المنهزمون من الفَلِّ الكسر
وهو مصدر سمي به أَراد لعلّي أَشتري مما أُصيب من غنائمهم عند الهزيمة وفي حديث
عاتكة فَلّ من القوم هارب وفي قصيد كعب ان يترك القِرْن إِلاَّ وهو مَفْلولُ أَي
مهزوم والفَلُّ ما نَدَر من الشيء كسُحالة الذهب وبُرادة الحديد وشَرَر النار
والجمع كالجمع وأَرض فَلٌّ وفِلٌّ جَدْبة وقيل هي التي أَخطأَها المطر أَعواماً
وقيل هي الأَرض التي لم تمطرَ بين أَرْضَين ممطورتين أَبو عبيدة هي الخَطِيطة
فأَما الفِلُّ فالتي تمطَر ولا تُنبِت قال أَبو حنيفة أَفَلَّت الأَرض صارت فَلاًّ
وأَنشد وكم عسَفت من مَنْهَل مُتخاطَإٍ أَفَلَّ وأَقْوى فالجِمَام طَوامِي غيره
الفِلُّ الأَرض التي لم يصبها مطر وأَرض فلٌّ لا شيء بها وفَلاةٌ منه وقيل الفِلُّ
الأَرض القفرة والجمع كالواحد وقد تكسَّر على أَفْلال وأَفْلَلْنا أَي صرنا في
فَلٍّ من الأَرض وأَفْلَلْنا وطئنا أَرضاً فِلاًّ وقال عبد الله بن رواحة يصف
العُزَّى وهي شجرة كانت تُعبد شَهِدْت ولم أَكذِب بأَنَّ محمداً رسولُ الذي فوق
السموات من عَلُ وأَنَّ التي بالجِزْع من بَطْن نخلةٍ ومَنْ دانَها فِلٌّ من الخير
مَعزِلُ أَي خالٍ من الخير ويروى ومن دونها أَي الصَّنَم المنصوب حوْل العُزَّى
وقال آخر يصف إِبلاً حَرَّقَها حَمْضُ بلادٍ فِلِّ وغَتْمُ نَجْم غير مُسْتَقِلِّ
فما تكادُ نِيبُها تُوَلِّي الغتْم شدة الحر الذي يأْخذ بالنفَس وقال ابن شميل
الفَلالِيُّ واحدته فِلِّيَّة وهي الأَرض التي لم يصبها مطر عامِها حتى يصيبها
المطرُ من العام المقبل ويقال أَرض أَفْلال قال الراجز مَرْتُ الصَّحارِي ذُو
سُهُوبٍ أَفْلالْ وقال الفراء أَفَلَّ الرجلُ صار بأَرض فَلٍّ لم يصبه مطر قال
الشاعر أَفَلَّ وأَقْوَى فهو طاوٍ كأَنما يُجاوِبُ أَعْلى صَوتِه صوتُ مِعْوَل
وأَفَلَّ الرجل ذهب ماله مأْخوذ من الأَرض الفَلِّ واسْتَفَلَّ الشيءَ أَخذ منه
أَدنى جزء لعُسْره والاسْتِفْلال أَن يُصيب من الموضع العَسِر شيئاً قليلاً من
موضع طلَب حقٍّ أَو صِلَة فلا يَسْتَفِلّ إِلا شيئاً يسيراً والفَلِيلة الشعر
المجتمع المحكم الفَلِيلة والفَلِيل الشعر المجتمع فإِما أَن يكون من باب سَلَّة
وسَلٍّ وإِما أَن يكون من الجمع الذي لا يفارق واحده إِلا بالهاء قال الكميت
ومُطَّرِدِ الدِّماء وحيث يُلْقى من الشَّعَر المضَفَّر كالفَلِيل قال ابن بري
ومنه قول ابن مقبل تَحَدَّرَ رَشْحاً لِيتُه وفَلائِلُه وقال ساعدة بن جؤية
وغُودِرَ ثاوِياً وتَأَوَّبَتْه مُذرَّعةٌ أُمَيْمُ لها فَلِيلُ وفي حديث معاوية
أَنه صَعِد المنبر وفي يده فَلِيلة وطَريدة الفَلِيلة الكُبَّة من الشعر والفَلِيل
الليفُ هذلية وفَلَّ عنه عقله يَفِلُّ ذهب ثم عاد والفُلْفُل بالضم
( * قوله « والفلفل بالضم إلخ » عبارة القاموس والفلفل كهدهد وزبرج حب هندي )
معروف لا ينبُت بأَرض العرب وقد كثر مجيئه في كلامهم وأَصل الكلمة فارسية قال أَبو
حنيفة أَخبرني من رأَى شجرَه فقال شجره مثل شجر الرمَّان سواء وبين الورَقتين منه
شِمْراخان مَنْظومان والشِّمْراخ في طول الأُصبع وهو أَخضر فيجتنى ثم يُشَرُّ في
الظل فيسودّ وينكمِش وله شوك كشوك الرمان وإِذا كان رطْباً رُبِّب بالماء والملح
حتى يُدْرِك ثم يؤكل كما تؤكل البُقول المُرَبَّبة على الموائد فيكون هاضُوماً
واحدته فُلْفُلة وقد فَلْفل الطعام والشراب قال
( * امرؤ القيس في معلقته )
كأَنَّ مَكاكِيَّ الجِواءِ غُدَيَّةً صُبِحْنَ سُلافاً من رَحيقٍ مُفَلْفَل ذكَّر
على إِرادة الشراب والمُفَلْفَل ضرب من الوَشْي عليه كصَعَارِير الفُلْفُل وثوب
مُفَلْفَل إِذا كانت داراتُ وَشْية تحكي استِدارة الفُلْفُل وصِغَرَه وخمرٌ
مُفَلْفَل أُلقي فيه الفُلْفُل فهو يَحْذِي اللسانَ وشرابٌ مُفَلْفَل أَي يلذَع
لذْع الفُلْفُل وتَفَلْفَل قادِمَتا الضَّرْع إِذا اسودَّت حَلَمَتاهما قال ابن
مقبل فمرَّتْ على أَطْراف هِر عَشِيَّةً لها تَوْأَبانِيَّانِ لم يَتَفَلْفَلا
التَّوْأَبانِيَّان قادِمَتا الضرع والفُلْفُل الخادم الكيِّس وشعَر مُفَلْفَل
إِذا اشتدَّت جُعودته المحكم وتَفَلْفَل شعر الأَسود اشتدَّت جُعودته وربما سمي
ثمر البَرْوَقِ فُلْفُلاً تشبيهاً بهذا الفُلْفُل المتقدم قال وانْتَفَضَ
البَرْوَقُ سُودا فُلْفُلُه ومن روى قِلْقِله فقد أَخطأَ لأَن القِلْقِل ثمر شجر
من العِضاه وأَهل اليمن يسمون ثمر الغافِ فُلْفُلاَ وأَدِيم مُفَلْفَل نَهَكه
الدِّباغ وفي حديث عليّ قال عَبْد خَيرٍ إِنه خرج وقت السحَر فأَسرعْت إِليه
لأَسأَله عن وقت الوِتر فإِذا هو يتَفَلْفَل وفي رواية السُّلمي خرج علينا عليٌّ
وهو يتَفَلْفَل قال ابن الأَثير قال الخطابي يقال جاء فلان مُتَفَلْفِلاً إِذا جاء
والمِسواك في فِيه يَشُوصُه ويقال جاءَ فلان يتفلفل إِذا مشى مِشْية المتبختر وقيل
هو مُقارَبة الخُطى وكلا التفسيرين محتمل للروايتين وقال القتيبي لا أَعرف
يتَفَلْفَل بمعنى يستاك قال ولعله يتَتَفَّل لأَن من استاك تَفَل وقال النضر جاء
فلان مُتَفَلْفِلاً إِذا جاء يشُوص فاه بالسِّواك وفَلْفَل إِذا استاك وفَلْفَل إِذا
تبختر قال ومن خفيف هذا الباب فُلُ في قولهم للرجل يا فُلُ قال الكميت وجاءتْ
حَوادِث في مِثْلِها يُقال لمثليَ وَيْهاً فُلُ وللمرأَة يا فُلَة قال سيبويه
وأَما قول العرب يا فُلْ فإِنهم لم يجعلوه اسماً حذف منه شيء يثبت فيه في غير
النداء ولكنهم بنوا الاسم على حرفين وجعلوه بمنزلة دَم قال والدليل على أَنه ترخيم
فُلان أَنه ليس أَحد يقول يا فُلْ وهذا اسم اختص به النداء وإِنما بُني على حرفين
لأَن النداء موضع حذف ولم يجز في غير النداء لأَنه جعل اسماً لا يكون إِلا كناية
لمنادى نحو يا هَنَة ومعناه يا رجل وقد اضطر الشاعر فاستعمله في غير النداء قال
أَبو النجم تَدافَعَ الشيبُ ولم تقْتلِ في لَجَّة أَمْسِكْ فُلاناً عن فُلِ فكسر
اللام للقافية الجوهري قولهم في النداء يا فُلُ مخففاً إِنما هو محذوف من يا فلان
لا على سبيل الترخيم قال ولو كان ترخيماً لقالوا يا فُلا وفي حديث القيامة يقول
الله تبارك وتعالى أَي فُلْ أَلم أُكْرِمْك وأُسَوِّدْك معناه يا فُلان قال ابن
الأَثير وليس ترخيماً لأَنه لا يقال إِلا بسكون اللام ولو كان ترخيماً لفتحوها أَو
ضموها قال سيبويه ليست ترخيماً وإِنما هي صِيغة ارتُجِلت في باب النداء وجاء
أَيضاً في غير النداء وقال الجوهري ليس بترخيم فُلان ولكنها كلمة على حِدَة فبنو
أَسَد يوقعونها على الواحد والاثنين والجمع والمؤنث بلفظ واحد وغيرهم يثني ويجمع
ويؤنث وفُلان وفُلانة كناية عن الذكر والأُنثى من الناس فإِن كنيت بهما عن غير
الناس قلت الفُلان والفُلانة قال وقال قوم إِنه ترخيم فُلان فحذفت النون للترْخيم
والأَلف لسكونها وتفتح اللام وتضم على مذهبي الترخيم وفي حديث أُسامة في الوالي
الجائر يُلْقَى في النار فَتَنْدَلِق أَقْتابه فيقال له أَي فُل أَين ما كنت تصف ؟