القَرْضُ
القَطْعُ قَرَضه يَقْرِضُه بالكسر قَرْضاً وقرَّضَه قطَعه والمِقْراضانِ
الجَلَمانِ لا يُفْرَدُ لهما واحد هذا قول أَهل اللغة وحكى سيبويه مِقْراضٌ
فأَفْرد والقُراضةُ ما سقَط بالقَرْضِ ومنه قُراضةُ الذَّهب والمِقْراضُ واحد
المَقارِيض وأَنشد ابن ب
القَرْضُ
القَطْعُ قَرَضه يَقْرِضُه بالكسر قَرْضاً وقرَّضَه قطَعه والمِقْراضانِ
الجَلَمانِ لا يُفْرَدُ لهما واحد هذا قول أَهل اللغة وحكى سيبويه مِقْراضٌ
فأَفْرد والقُراضةُ ما سقَط بالقَرْضِ ومنه قُراضةُ الذَّهب والمِقْراضُ واحد
المَقارِيض وأَنشد ابن بري لعدي بن زيد كلّ صَعْلٍ كأَنَّما شَقَّ فِيه سَعَفَ
الشَّرْيِ شَفْرتا مِقْراضِ وقال ابن مَيّادةَ قد جُبْتُها جَوْبَ ذِي المِقْراضِ
مِمْطَرةً إِذا اسْتَوى مُغْفلاتُ البِيدِ والحدَب
( * قوله « مغفلات » كذا فيما بأَيدينا من النسخ ولعله معقلات جمع معقلة بفتح
فسكون فضم وهي التي تمسك الماء )
وقال أَبو الشِّيصِ وجَناحِ مَقْصُوصٍ تَحَيَّفَ رِيشَه رَيْبُ الزَّمان تَحَيُّفَ
المِقْراضِ فقالوا مِقْراضاً فأَفْرَدُوه قال ابن بري ومثله المِفْراصُ بالفاء
والصاد للحاذِي قال الأَعشى لِساناً كَمِفْراصِ الخَفاجِيِّ ملْحبا وابنُ مِقْرَضٍ
دُوَيْبّة تقتل الحمام يقال لها بالفارسية دَلَّهْ التهذيب وابنُ مِقْرَض ذو
القوائم الأَربع الطويلُ الظهرِ القَتالُ للحَمام ابن سيده ومُقَرِّضاتُ الأَساقي
دُويبة تَخْرِقُها وتَقْطَعُها والقُراضةُ فُضالةُ ما يَقْرِضُ الفأْرُ من خبز أَو
ثوب أَو غيرهما وكذلك قُراضاتُ الثوب التي يَقْطَعُها الخَيّاطُ ويَنْفِيها
الجَلَمُ والقَرْضُ والقِرْضُ ما يَتَجازَى به الناسُ بينهم ويَتَقاضَوْنَه وجمعه
قرُوضٌ وهو ما أَسْلَفَه من إِحسانٍ ومن إِساءة وهو على التشبيه قال أُمية ابن
أَبي الصلت كلُّ امْرِئٍ سَوْفَ يُجْزَى قَرْضَه حَسَناً أَو سَيِّئاً أَو مَدِيناً
مِثْلَ ما دانا وقال تعالى وأَقْرِضُوا اللّه قَرْضاً حَسَناً ويقال أَقْرَضْتُ
فلاناً وهو ما تُعْطِيهِ لِيَقْضِيَكَه وكلُّ أَمْرٍ يَتَجازَى به الناسُ فيما
بينهم فهو من القُروضِ الجوهري والقَرْضُ ما يُعْطِيه من المالِ لِيُقْضاه
والقِرْضُ بالكسر لغة فيه حكاها الكسائي وقال ثعلب القَرْضُ المصدر والقِرْضُ
الاسم قال ابن سيده ولا يعجبني وقد أَقْرَضَه وقارَضَه مُقارَضةً وقِراضاً
واسْتَقْرَضْتُ من فلان أَي طلبت منه القَرْضَ فأَقْرَضَني وأَقْرَضْتُ منه أَي
أَخذت منه القَرْض وقَرَضْته قَرْضاً وقارَضْتُه أَي جازَيتُه وقال أَبو إِسحق
النحوي في قوله تعالى مَنْذا الذي يُقْرِضُ اللّه قَرْضاً حسَناً قال معنى
القَرْضِ البَلاء الحسَنُ تقول العرب لك عندي قَرْضٌ حَسَنٌ وقَرْضٌ سَيِّء وأَصل
القَرْضِ ما يُعطيه الرجل أَو يفعله ليُجازَى عليه واللّه عزّ وجلّ لا
يَسْتَقْرِضُ من عَوَزٍ ولكنه يَبْلُو عباده فالقَرْضُ كما وصفنا قال لبيد وإِذا
جُوزِيتَ قَرْضاً فاجْزِه إِنما يَجْزِي الفَتَى ليْسَ الجَمَلْ معناه إِذا
أُسْدِيَ إِليكَ مَعْروفٌ فكافِئْ عليه قال والقرض في قوله تعالى منذا الذي يقرض
اللّه قرضاً حسناً اسم ولو كان مصدراً لكان إِقْراضاً ولكن قَرْضاً ههنا اسم لكل
ما يُلْتَمَسُ عليه الجزاء فأَما قَرَضْتُه أَقْرِضُه قَرْضاً فجازيته وأَصل
القَرْضِ في اللغة القَطْعُ والمِقْراضُ من هذا أُخِذ وأَما أَقْرَضْتُه
فَقَطَعْتُ له قِطْعَةً يُجازِي عليها وقال الأَخفش في قوله تعالى يُقْرِضُ أَي يَفْعَلُ
فِعْلاً حسناً في اتباع أَمر اللّه وطاعته والعَربُ تقول لكل مَن فعلَ إِلَيه
خَيْراً قد أَحْسَنْتَ قَرْضِي وقد أَقْرَضْتَني قَرْضاً حسناً وفي الحديث
أَقْرِضْ من عِرْضِكَ ليوم فَقْرِكَ يقول إِذا نالَ عِرْضَكَ رجل فلا تُجازِه ولكن
اسْتَبْقِ أَجْرَهُ مُوَفَّراً لك قَرْضاً في ذمته لتأْخذه منه يوم حاجتك إِليْهِ
والمُقارَضةُ تكون في العَمَلِ السَّيِّء والقَوْلِ السَّيِّء يَقْصِدُ الإنسان به
صاحِبَه وفي حديث أَبي الدرداء وإِن قارَضْتَ الناسَ قارَضُوك وإِن تركْتَهم لم
يَتْرُكوك ذهَب به إِلى القول فيهم والطَّعْنِ عليهم وهذا من القَطْعِ يقول إِن
فَعَلْتَ بهم سُوءاً فعلوا بك مثله وإِن تركتهم لم تَسْلَمْ منهم ولم يَدَعُوك
وإِن سَبَبْتَهم سَبُّوكَ ونِلْتَ منهم ونالُوا منك وهو فاعَلْت من القَرْضِ وفي
حديث النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أَنه حضَرَه الأَعْرابُ وهم يَسْأَلونه عن
أَشياء أَعَلَيْنا حَرَجٌ في كذا ؟ فقال عبادَ اللّهِ رَفَع اللّهُ عَنّا الحَرَجَ
إِلا مَنِ اقْتَرَضَ امْرَأً مُسْلِماً وفي رواية من اقْتَرَضَ عِرْضَ مُسْلِمٍ
أَراد بقوله اقْتَرَضَ امْرَأً مُسْلِماً أَي قطَعَه بالغِيبة والطّعْنِ عليه
ونالَ منه وأَصله من القَرْض القطع وهو افْتِعالٌ منه التهذيب القِراضُ في كلام
أَهل الحجاز المُضارَبةُ ومنه حديث الزهري لا تَصْلُحُ مُقارَضةُ مَنْ طُعْمَتُه
الحَرامُ يعني القِراضَ قال الزمخشري أَصلها من القَرْضِ في الأَرض وهو قَطْعُها
بالسيرِ فيها وكذلك هي المُضارَبةُ أَيضاً من الضَّرْب في الأَرض وفي حديث أَبي
موسى وابني عمر رضي اللّه عنهم اجعله قِراضاً القِراضُ المضاربة في لغة أَهل
الحجاز وأَقْرَضَه المالَ وغيره أَعْطاه إِيّاهُ قَرْضاً قال فَيا لَيْتَني
أَقْرَضْتُ جَلْداً صَبابَتي وأَقْرَضَني صَبْراً عن الشَّوْقِ مُقْرِضُ وهم
يَتقارضُون الثناء بينهم ويقال للرجلين هما يَتقارَضانِ الثناءَ في الخير والشر
أَي يَتَجازَيانِ قال الشاعر يتَقارَضُون إِذا التَقَوْا في مَوْطِنٍ نَظَراً
يُزِيلُ مَواطِئَ الأَقْدامِ أَراد نَظَر بعضِهم إِلى بعض بالبَغْضاء والعَداوَةِ
قال الكميت يُتَقَارَضُ الحَسَنُ الجَمِي لُ من التَّآلُفِ والتَّزاوُرْ أََبو زيد
قَرَّظَ فلانٌ فلاناً وهما يَتقارَظانِ المَدْحَ إِذا مَدَحَ كلُّ واحد منهما
صاحَبه ومثله يتَقارَضان بالضاد وقد قرَّضَه إِذا مَدَحَه أَو ذَمَّه فالتَّقارُظُ
في المَدْحِ والخير خاصّةً والتَّقارُضُ إِذا مدَحَه أَو ذَمَّه وهما يتقارضان
الخير والشر قال الشاعر إِنَّ الغَنِيَّ أَخُو الغَنِيِّ وإِنما يَتقارَضانِ ولا
أَخاً للمُقْتِرِ وقال ابن خالويه يقال يتَقارَظانِ الخير والشرَّ بالظاء أَيضاً
والقِرْنانِ يتقارضان النظر إِذا نظر كلُّ واحد منهما إِلى صاحبه شَزْراً
والمُقارَضةُ المُضاربةُ وقد قارَضْتُ فلاناً قِراضاً أَي دَفَعْتَ إِليه مالاَ
ليتجر فيه ويكون الرِّبْحُ بينكما على ما تَشْتَرِطانِ والوَضِيعةُ على المال
واسْتَقْرَضْتُه الشيءَ فأَقْرَضَنِيه قَضانِيه وجاء وقد قرَضَ رِباطَه وذلك في
شِدَّةِ العَطَشِ والجُوعِ وفي التهذيب أَبو زيد جاء فلان وقد قَرَض رِباطَه إِذا
جاء مجْهُوداً قد أَشْرَفَ على الموت وقرَض رِباطه مات وقرَض فلان أَي مات وقرَضَ
فلان الرِّباطَ إِذا مات وقَرِضَ الرجلُ إِذا زالَ من شيءٍ إِلى شيء وانْقَرَضَ
القومُ دَرَجُوا ولم يَبْقَ منهم أَحد والقَرِيضُ ما يَرُدُّه البعير من جِرَّتِه
وكذلك المَقْرُوضُ وبعضهم يَحْمِلُ قولَ عَبيدٍ حالَ الجَرِيضُ دون القَرِيضِ على
هذا ابن سيده قرَض البعيرُ جِرَّتَه يَقْرِضُها وهي قَرِيضٌ مَضَغَها أَو ردَّها
وقال كراع إِنما هي الفَرِيضُ بالفاء ومن أَمثال العرب حالَ الجَرِيضُ دون
القَرِيض قال بعضهم الجريض الغُصّةُ والقَرِيضُ الجِرَّة لأَنه إِذا غُصَّ لم
يَقْدِرْ على قَرْضِ جِرَّتِه والقَرِيضُ الشِّعْر وهو الاسم كالقَصِيدِ
والتقْرِيضُ صِناعتُه وقيل في قول عبيد بن الأَبرص حالَ الجَرِيضُ دون القَرِيض
الجَرِيضُ الغَصَصُ والقَرِيضُ الشِّعْرُ وهذا المثل لعَبيد بن الأَبرص قاله
للمُنْذِر حين أَراد قتله فقال له أَنشدني من قولك فقال عند ذلك حال الجريض دون
القريض قال أَبو عبيد القَرْضُ في أَشياء فمنها القَطْعُ ومنها قَرْضُ الفأْر
لأَنه قَطْعٌ وكذلك السيْرُ في البِلادِ إِذا قطعتها ومنه قوله إِلى ظُعُنٍ
يَقْرِضْنَ أَجْوازَ مُشْرِف ومنه قوله عزّ وجلّ وإِذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهم ذاتَ
الشِّمالِ والقَرْضُ قَرْضُ الشعْر ومنه سمي القَرِيضُ والقَرْضُ أَن يَقْرِضَ
الرجُلُ المالَ الجوهري القَرْضُ قولُ الشعْر خاصّةً يقال قَرَضْتُ الشعْرَ
أَقْرِضُه إِذا قلته والشعر قرِيضٌ قال ابن بري وقد فرق الأَغْلَبُ العِجْلِيُّ
بين الرَّجز والقَرِيضِ بقوله أَرَجَزاً تُرِيدُ أَمْ قَرِيضا ؟ كِلَيْهِما أَجِدُ
مُسْتَرِيضا وفي حديث الحسن قيل له أَكان أَصْحابُ رسولِ اللّه صلّى اللّه عليه
وسلّم يَمْزَحُون ؟ قال نعم ويَتقارَضُون أَي يقولون القَرِيضَ ويُنشِدُونَه
والقَرِيضُ الشِّعْرُ وقرَضَ في سَيرِه يَقْرِضُ قَرْضاً عدَل يَمْنةً ويَسْرَةً
ومنه قوله عزّ وجلّ وإِذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهم ذاتَ الشِّمالِ قال أَبو عبيدة أَي
تُخَلِّفُهم شِمالاً وتُجاوِزُهم وتَقْطَعُهم وتَتْرُكُهم عن شِمالها ويقول الرجل
لصاحبه هل مررت بمكان كذا وكذا ؟ فيقول المسؤول قرَضْتُه ذاتَ اليَمينِ ليلاً
وقرَضَ المكانَ يَقْرِضُه قرْضاً عدَل عنه وتَنَكَّبَه قال ذو الرمة إِلى ظُعُنٍ
يَقْرِضْن أَجْوازَ مُشْرِفٍ شِمالاً وعنْ أَيْمانِهِنَّ الفَوارِسُ ومُشْرِفٌ
والفَوارِسُ موضعان يقول نظرت إِلى ظُعُن يَجُزْنَ بين هذين الموضعين قال الفراء
العرب تقول قرضْتُه ذاتَ اليمينِ وقرَضْتُه ذاتَ الشِّمالِ وقُبُلاً ودُبُراً أَي
كنت بحِذائِه من كلِّ ناحية وقرَضْت مثل حَذَوْت سواء ويقال أَخذَ الأَمرَ
بِقُراضَتِه أَي بطَراءَتِه وأَوَّله التهذيب عن الليث التَّقْرِيضُ في كل شيء
كتَقْرِيض يَدَي الجُعَل وأَنشد إِذا طَرَحا شَأْواً بأَرْضٍ هَوَى له مُقَرَّضُ
أَطْرافِ الذِّراعَينِ أَفْلَحُ قال الأَزهري هذا تصحيف وإِنما هو التَّفْرِيضُ
بالفاء من الفَرْض وهو الحَزُّ وقوائِمُ الجِعْلانِ مُفَرَّضةٌ كأَنَّ فيها
حُزوزاً وهذا البيتُ رواه الثِّقاتُ أَيضاً بالفاه مُفَرَّضُ أَطْرافِ
الذِّراعَينِ وهو في شِعْر الشمَّاخِ وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه قال من
أَسماء الخُنْفُساء المَنْدُوسةُ والفاسِياء ويقال لذكرها المُقَرَّضُ والحُوَّازُ
والمُدَحْرِجُ والجُعَلُ
معنى
في قاموس معاجم
النَّقْضُ
إِفْسادُ ما أَبْرَمْتَ من عَقْدٍ أَو بِناء وفي الصحاح النَّقْضُ نَقْضُ البِناء
والحَبْلِ والعَهْدِ غيره النقْضُ ضِدُّ الإِبْرام نقَضَه يَنْقُضُه نَقْضاً
وانْتَقَضَ وتَناقَضَ والنَّقْضُ اسمُ البِناء المَنْقُوضِ إِذا هُدم وفي حديث صوم
التَّطَ
النَّقْضُ
إِفْسادُ ما أَبْرَمْتَ من عَقْدٍ أَو بِناء وفي الصحاح النَّقْضُ نَقْضُ البِناء
والحَبْلِ والعَهْدِ غيره النقْضُ ضِدُّ الإِبْرام نقَضَه يَنْقُضُه نَقْضاً
وانْتَقَضَ وتَناقَضَ والنَّقْضُ اسمُ البِناء المَنْقُوضِ إِذا هُدم وفي حديث صوم
التَّطَوُّع فناقَضَني وناقَضْتُه هي مُفاعَلةٌ من نَقْض البناء وهو هَدْمُه أَي
يَنْقُضُ قولي وأَنْقُضُ قوله وأَراد به المُراجَعةَ والمُرادَّةَ وناقضَه في
الشيء مُناقَضةً ونِقاضاً خالَفَه قال وكان أَبُو العَيُوفِ أَخاً وجاراً وذا
رَحِمٍ فقُلْتُ له نِقاضا أَي ناقَضْتُه في قوله وهَجْوِه إِيّاي والمُناقَضةُ في
القول أَن يُتَكَلَّم بما يتناقَضُ معناه والنَّقِيضةُ في الشِّعْرِ ما يُنْقَضُ
به وقال الشاعر إِنِّي أَرَى الدَّهْرَ ذا نَقْضٍ وإِمرارِ أَي ما أَمَرَّ عادَ
عليه فنقَضَه وكذلك المُناقَضةُ في الشِّعْر يَنْقُضُ الشاعرُ الآخرُ ما قاله
الأَوّل والنَّقِيضةُ الاسم يجمع على النَّقائض ولذلك قالوا نَقائضُ جرير والفرزدق
ونَقِيضُك الذي يُخالِفُك والأُنثى بالهاء والنَّقْضُ ما نَقَضْتَ والجمع أَنْقاض
ويقال انْتَقَضَ الجُرْحُ بعد البُرْء وانتَقض الأَمْرُ بعد التِئامه وانتقَض
أَمرُ الثغْرِ بعد سَدِّه والنِّقْضُ والنِّقْضةُ هما الجملُ والناقةُ اللذان قد
هَزَلْتَهما وأَدْبَرْتَهما والجمع الأَنْقاضُ قال رؤبة إِذا مَطَوْنا نِقْضةً أَي
نِقْضا والنِّقْضُ بالكسر البعير الذي أَنْضاه السفر وكذلك الناقة والنِّقْضُ
المَهْزُول من الإِبل والخيل قال السيرافي كأَنَّ السفَرَ نقَض بِنْيتَه والجمع
أَنْقاضٌ قال سيبويه ولا يُكَسَّر على غير ذلك والأُنثى نِقْضةٌ والجمع أَنْقاضٌ
كالمذكر على توَهُّمِ حذْفِ الزائد والانْتِقاضُ الانْتِكاثُ والنَّقْضُ ما نُكث
من الأَخبية والأَكْسِيةِ فغُزل ثانية والنُّقاضةُ ما نُقض من ذلك والنِّقْضُ
المَنْقُوضُ مثل النِّكْث والنِّقْضُ مُنْتَقِضُ الأَرض من الكَمْأَةِ وهو الموضع
الذي يَنتَقِضُ عن الكمأَة إذا أَرادت أَن تخرج نقَضت وجه الأَرض نَقْضاً
فانْتَقَضت الأَرض وأَنشد كأَنَّ الفُلانِيَّاتِ أَنْقاضُ كَمْأَةٍ لأَوَّلِ جانٍ
بالعَصا يَسْتَثِيرُها والنَّقّاضُ الذي يَنْقُضُ الدِّمَقْسَ وحِرْفَتُه
النِّقاضةُ قال الأَزهري وهو النَّكّاثُ وجمعه أَنْقاض وأَنْكاث ابن سيده
والنِّقْضُ قِشْرُ الأَرض المُنْتَقِضُ عن الكَمْأَة والجمع أَنْقاض ونُقوضٌ وقد
أَنْقَضْتُها وأَنقَضْت عنها وتَنقَّضَت الأَرض عن الكمأَة أَي تقطَّرَت وأَنْقَضَ
الكَمْءُ ونقَّض تَقَلْفَعَتْ عنه أَنقاضه قال ونَفَّضَ الكَمْءُ فأَبْدَى
بَصَرَهْ
( * قوله « ونقض الكمء » تقدم انشاده في مادة بصر ونقض الكمء بالفاء ونصب الكمء
تبعاً للأَصل والصواب ما هنا )
والنِّقْضُ العسَلُ يُسَوِّسُ فيؤخذ فيُدَقّ فيُلْطَخ به موضع النحل مع الآس
فتأْتيه النحل فتُعَسِّلُ فيه عن الهَجَرِيّ والنَّقِيضُ من اَلأَصْواتِ يكون
لِمفاصل الإِنسانِ والفَرارِيجِ والعَقْرَبِ والضِّفْدَعِ والعُقابِ والنَّعامِ
والسُّمانى والبازِي والوبْرِ والوزَغ وقد أَنْقَض قال فلمَّا تَجاذَبْنا
تَفَرْقَعَ ظَهْرُه كما يُنْقِضُ الوُزْغانُ زُرْقاً عُيونُها وأَنْقَضت العُقابُ
أَي صوَّتَت وأَنشد الأَصمعي تُنْقِضُ أَيْدِيها نَقِيضَ العِقْبانْ وكذلك
الدجاجةُ قال الراجز تُنْقِضُ إِنْقاضَ الدَّجاجِ المُخَّضِ والإِنْقاضُ
والكَتِيتُ أَصوات صغار الإِبل والقَرْقَرةُ والهَديرُ أَصوات مَسانِّ الإِبل قال
شِظاظٌ وهو لِصٌّ من بني ضَبّة رُبَّ عَجُوزٍ من نُمَيْرٍ شَهْبَرَهْ عَلَّمْتُها
الإِنْقاضَ بَعْدَ القَرْقَرهْ أَي أَسْمَعْتُها وذلك أَنه اجْتازَ على امرأَة من
بني نُمير تَعْقِلُ بعيراً لها وتَتَعَوَّذُ من شِظاظٍ وكان شِظاظ على بكر فنزل
وسرَق بعيرها وترك هناك بَكْرَه وتنَقَّضت عِظامُه إِذا صوَّتت أَبو زيد
أَنْقَضْتُ بالعنز إِنْقاضاً دَعَوْتُ بها وأَنْقَضَ الحِمْلُ ظهرَه أَثقله وجعله
يُنْقِضُ من ثِقَله أَي يُصَوِّتُ وفي التنزيل العزيز ووضَعْنا عنك وِزْرَك الذي
أَنْقَض ظهرَك أَي جعلَه يُسْمَعُ له نَقِيضٌ من ثِقَلِه وجاء في التفسير أَثْقل
ظهرك قال ذلك مجاهد وقتادةُ والأَصل فيه أَن الظهر إِذا أَثقله الحِمل سُمع له
نَقِيض أَي صوت خفي كما يُنْقِض الرَّجل لحماره إِذا ساقَه قال فأَخبر اللّه عزّ
وجلّ أَنه غفر لنبيه صلّى اللّه عليه وسلّم أَوزارَه التي كانت تراكمت على ظهره
حتى أَثقلته وأَنها لو كانت أَثقالاً حملت على ظهره لسمع لها نقيض أَي صوت قال
محمد بن المكرّم عفا اللّه عنه هذا القول فيه تسَمُّح في اللفظ وإغلاظ في النطق
ومن أَين لسيدنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أَوزار تتراكم على ظهره الشريف
حتى تثقله أَو يسمع لها نقيض وهو السيد المعصوم المنزه عن ذلك صلّى اللّه عليه
وسلّم ؟ ولو كان وحاش للّه يأْتي بذنوب لم يكن يجد لها ثِقَلاً فإِن اللّه تعالى
قد غفر له ما تقدَّم من ذنبه وما تأَخر وإِذا كان غفر له ما تأَخر قبل وقوعه فأَين
ثقله كالشرِّ إِذا كفاه اللّه قبل وُقوعه فلا صُورة له ولا إِحْساسَ به ومن أَين
للمفسِّر لفظ المغفرة هنا ؟ وإِنما نص التلاوة ووَضَعْنا وتفسير الوِزْر هنا
بالحِمل الثقيل وهو الأَصل في اللغة أَولى من تفسيره بما يُخْبَر عنه بالمغفرة ولا
ذكر لها في السورة ويحمل هذا على أَنه عزّ وجلّ وضع عنه وزره الذي أَنقض ظهره من
حَمْلِه هَمَّ قريش إِذ لم يسلموا أَو هَمَّ المنافقين إِذ لم يُخْلِصوا أَو همّ الإِيمانِ
إِذ لم يُعمّ عشيرته الأَقربين أَو همّ العالَمِ إذ لم يكونوا كلهم مؤمنين أَو همّ
الفتح إِذ لم يعجَّل للمسلمين أَو هموم أُمته المذنبين فهذه أَوزاره التي أَثقلت
ظهره صلّى اللّه عليه وسلّم رغبة في انتشار دعوته وخَشْيةً على أُمته ومحافظة على
ظهور ملته وحِرْصاً على صفاء شِرْعته ولعل بين قوله عزّ وجلّ ووضعنا عنك وزرك وبين
قوله فلعلك باخع نفسك على آثارهم إِن لم يؤمنوا بهذا الحديث أَسفاً مناسبةً من هذا
المعنى الذي نحن فيه وإِلا فمن أَين لمن غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه وما
تأَخَّر ذنوب ؟ وهل ما تقدَّم وما تأَخَّر من ذنبه المغفور إِلا حسنات سواه من
الأَبْرار يراها حسنة وهو سيّد المقربين يراها سيئة فالبَرُّ بها يتقرَّب
والمُقَرَّبُ منها يتوب وما أَوْلى هذا المكان أَن يُنْشَد فيه ومِنْ أَيْنَ
للوجْهِ الجَمِيل ذُنوب وكل صوت لمَفْصِل وإِصْبَع فهو نَقِيضٌ وقد أَنْقَضَ ظهرُ
فلان إِذا سُمع له نَقِيض قال وحُزْن تُنْقِضُ الأَضْلاعُ منه مُقِيم في
الجَوانِحِ لنْ يَزُولا ونَقِيضُ المِحْجَمةِ صوتها إِذا شدَّها الحَجّامُ بمَصِّه
يقال أَنْقَضَتِ المِحْجَمةُ قال الأَعشى زَوَى بينَ عَيْنَيْه نَقِيضُ المَحاجِم
وأَنْقَضَ الرَّحْلُ إِذا أَطَّ قال ذو الرمة وشبَّه أَطِيطَ الرِّحالِ بأَصوات
الفراريج كأَنَّ أَصْواتَ من إِيغالِهِنَّ بِنا أَواخِرِ المَيْسِ إِنْقاضُ
الفَرارِيجِ قال الأَزهري هكذا أَقرأَنِيه المُنْذِري رواية عن أَبي الهيثم وفيه
تقديم أُريد التأْخير أَراد كأَنَّ أَصواتَ أَواخِرِ المَيْسِ إِنْقاضُ الفراريج
إِذا أَوْغَلَت الرِّكابُ بنا أَي أَسْرَعَت ونَقِيضُ الرّحال والمَحامِل
والأَدِيمِ والوَتَرِ صوتُها من ذلك قال الراجز شَيَّبَ أَصْداغي فَهُنَّ بِيضُ
مَحامِلٌ لقِدِّها نَقِيضُ وفي الحديث أَنه سمع نَقيضاً من فوقه النَّقِيضُ الصوت
ونَقِيضُ السقْفِ تحريك خشبه وفي حديث هِرَقْلَ ولقد تنقَّضَتِ الغُرفةُ أَي
تشقَّقت وجاء صوتها وفي حديث هوازِنَ فأَنْقَضَ به دُرَيْد أَي نَقَرَ بلسانه في
فيه كما يُزْجَرُ الحِمار فَعَله اسْتجهالاً وقال الخطابي أَنْقَضَ به أَي صَفَّق
بإحدى يديه على الأُخرى حتى سُمع لها نَقِيضٌ أَي صوتٌ وقيل الإِنْقاضُ في
الحَيوان والنَّقْضُ في المَوَتان وقد نقَض يَنْقُضُ ويَنْقِضُ نَقْضاً
والإِنْقاضُ صُوَيْت مثل النَّقْرِ وإِنْقاضُ العِلْك تَصويته وهو مكروه وأَنْقَضَ
أَصابعه صوَّت بها وأَنْقض بالدابة أَلصقَ لسانه بالغار الأَعلى ثم صوَّت في
حافتيه من غير أَن يرفع طَرفه عن موضعه وكذلك ما أَشبهه من أَصوات الفراريج
والرِّحال وقال الكسائي أَنْقَضْتُ بالعنزِ إِنْقاضاً إِذا دعوتها أَبو عبيد
أَنْقَضَ الفرْخُ إِنْقاضاً إِذا صأَى صَئِيّاً وقال الأَصمعي يقال أَنْقَضْتُ
بالعَيْر والفرس قال وكلُّ ما نقَرْت به فقد أَنْقَضْتَ به وأَنْقَضَت الأَرضُ
بدَا نباتُها ونَقْضا الأُذنين
( * قوله « وتقضا الأذنين » كذا ضبط في الأَصل ) مُسْتدارُهما والنُّقَّاضُ نَبات
والإِنْقِيضُ رائحة الطِّيب خُزاعية وفي النوادر نقَّضَ الفرسُ ورَفَّضَ إِذا
أَدْلَى ولم يَسْتَحْكِم إِنْعاظُه ومثله سيَا وأَسابَ وشَوَّلَ وسبَّح وسمَّل
وانْساحَ وماسَ