أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلاَ يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصاً(قرآن).
حاصَ عَنْه يَحِيصُ حَيْصاً وحَيْصَةًً وحُيُوصاً بالضَّمِّ ومَحِيصاً ومَحَاصاً وحَيَصَاناً مُحَرِّكَةً : عَدَلَ وحَادَ ورَجَعَ وهَرَبَ كانْحاصَ . وفاتَه مِنَ المَصَادِرِ حَيْصُوصَةً ويُقَالُ حَاصَ عن الشّرِّ أَيْ حَادَ عَنْهُ فسَلِمَ منه . وفي كِتابِ ابنِ السِّكِّيتِ في القَلْبِ والإِبْدَالِ في بابِ الصادِ والضّاد حاصَ وحاضَ وجاضَ بمَعْنَىً وَاحِدٍ قالَ : وكَذلِكَ ناصَ ونَاضَ وفِي حَدِيثٍ لَمَّا كانَ يَوْم أُحُدٍ فحَاصَ المُسْلِمُونَ حَيْصَةً ويُرْوَى فجاضَ جِيْضَةً والمَعْنَى وَاحِدٌ أَيْ جالُوا جَوْلَةً يَطْلُبُون الفِرَار . أَو يُقَالُ للأَوْلِياءِ : حاصُوا عن العَدُوِّ ولِلأَعْدَاءِ : انْهَزَمُوا . وقَوْلُه عَزَّ وجَلَّ : مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ . المَحِيصُ : المَحِيدُ والمَعْدِلُ والمَمِيلُ والمَهْرَبُ . ودَابَّةٌ حَيُوصٌ كصَبُورِ : نَفُورٌ تَعْدِلُ عمّا يُرِيدُه صاحِبُهَا وقالَتِ امْرَأَةٌ من العَرَبِ - وقَدْ أَرادَتْ أَنْ تَرْكَبَ بَغْلاً - لَعَلَّهُ حَيُوصٌ أَوْ قَمُوصٌ أَوْ شُحْدُودٌ . أَيْ سَيِّئُ الخُلُقِ . وعن ابنِ الأَعْرابِيِّ : الحَيْصَاءُ والمِحْيَاصُ : الضَّيِّقَةُ الحَيَاءِ والمَلاَقى . لَفٌّ ونَشْرٌ مُرَتَّبٌ . وحَيْصَ بَيْصَ في ب ي ص وقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّهُمَا اسْمَانِ مِنْ حَيص وبَوص جُعِلاَ وَاحِداً وأُخْرِج البَوْصُ عَلَى لَفْظِ الحَيْصِ ليَزْدَوِجَا . والحَيْصُ : الرَّوَاغُ والتَّخَلُّفُ والبَوْصُ : السَّبْقُ والفِرَارُ ومَعْنَاهُ : كُلُّ أَمْرٍ يَتَخَلَّفُ عَنْهُ ويَفِرُّ . وحَايَصَه مُحَايَصَةً : رَاوَغَهُ وباراهُ وغَالَبُه وبه فَسَّرَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدِيَث مَطَرِّفٍ وقد خَرَجَ من الطَّاعُونِ فقِيلَ لَهُ في ذلِكَ فَقَالَ : هُوَ المَوْتُ نُحَايِصُهُ ولابُدَّ مِنْهُ . قالَ : أَخْرَجَه عَلَى المُفَاعَلَةِ لكَوْنِهَا مَوْضُوعَةً لإِفَادَةِ المُبَارَاةِ والمُغَالَبَة بالفِعْلِ فيَؤُولُ مَعْنَى قَوْله : نُحَايِصُه إِلَى قَوْلِكَ نَحْرِصُ عَلَى الفِرَارِ منه . ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : حاصَ باصَ : لغَةٌ في حَيْصَ بَيْصَ : وتَحَايَصَ عَنْهُ : عَدَلَ وحادَ : ونَقَلَ ابنُ بَرّيّ في ترجمة ح و ص قال الوَزِيرُ : الأَحْيَصُ : الَّذِي إِحْدَى عَيْنَيْهِ أَصْغَرُ مِنَ الأُخْرَى
فصل الخاء المعجمة مع الصاد
" مَحَصَ الظَّبْيُ كمَنَع " يَمْحَصُ مَحْصاً : " عَدَا " شَدِيداً أَو أَسْرَعَ في عَدْوِهِ . قال أَبو ذُؤيْبٍ الهُذَلِيُّ :
وعَادِيَةٍ تُلْقِي الثِّيَابَ كَأَنَّهَا ... تُيُوسُ ظِبَاءٍ مَحْصُهَا وانبِتارُهَا
ويروى : يَعافِيرُ رَمْلٍ مَحْصُها . مَحَصَ " المَذبُوحُ برِجْلِهِ " مِثْل دَحَصَ : " رَكَضَ " نَقَلَه الجَوْهَرِيّ . مَحَصَ " الذَّهَبَ بالنَّارِ : أَخْلَصَه مِمَّا يَشُوبُهُ " نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ أَي من التُّرَابِ والوَسَخِ . مَحَصَ " بالرَّجُلِ الأَرْضَ " مَحْصاً : " ضَرَبَهُ " بها إِيَّاهَا . مَحَصَ " بسَلْحِه : رَمَى " به نَقَلَه الصَّاغَانِيّ . مَحَصَ " السَّرَابُ أَو البَرْقُ " إِذا " لَمَعَ فَهُو " بَرْقٌ " مَحَّاصٌ " وسَرَابٌ مَحَّاصٌ فِيهِمَا لَمَعَانٌ . مَحَصَ فُلانٌ " مِنّي " مَحْصاً إِذا هَرَبَ " . مَحَصَ " السِّنَانَ " مَحْصاً أَي " جَلاَهُ فهو مَمْحُوصٌ ومَحِيصٌ " أَي مَجْلُوٌّ . قال أُسامَةُ بنُ الحَارِث الهُذَلِيّ يَصِفُ الرُّمَاةَ والحِمَارَ قُلتُ : ولم أَجِدْهُ في الديوان
وشَفُّوا بِمَمْحوُصِ القِطَاعِ فُؤَادَهُ ... لَهُمْ قُتَرَاتٌ قد بُنِينَ مَحَاتِدُ أَي مَجْلُوّ القِطاع وهو قَوْلُ الأَخْفَش . والقِطَاعُ : النِّصالُ . ويُرْوَى : مَنْحُوض أَي رُمِيَ بالنِّصال حَتَّى رَقَّ فُؤَادُه من الفَزَع . " وهُمَا " أَي المَمْحُوصُ والمَحِيصُ أَيْضاً : " الشَّدِيدُ الخَلْقِ المُدْمَجُ " من الخَيْل والإِبلِ والحَمِيرِ . قال امرُؤُ القيْسِ يَصِفُ حِمَاراً والأُتُنَ :
وأَصْدَرَهَا بَادِي النَّوَاجِذِ قَارِحٌ ... أَقَبُّ كَكَرِّ الأَنْدَرِيِّ مَحِيصُ وأَوْرَدَ ابنُ بَرِّيٍّ هذَا البَيْتَ مُسْتَشْهِداً به على المَحِيصِ : المَفْتُول الجِسْم وهو المُدْمَج الَّذِي ذَكَرَه المُصَنِّف رَحِمَه اللهُ تَعَالَى مَأْخُوذٌ من المَحْصِ وهو شِدَّةُ الخَلْقِ . وقال رُؤْبَةُ يَصِفُ فَرَساً :
شَدِيدُ جَلْزِ الصُّلْبِ مَمْحُوصُ الشَّوَى ... كالكَرِّ لا شَخْتٌ ولا فِيهِ لَوَى " ورَجُلٌ " هكَذَا في النُّسَخِ وهو غَلَطٌ والصَّوَابُ : فَرَسٌ " مَمْحُوصُ القَوَائِمِ " إِذا " خَلَصَ من الرَّهَلِ " وقالُوا : يُسْتَحَبُّ مِنَ الخِيْلِ أَنْ تُمْحَصَ قَوَائِمُه أَي تَخْلُصَ من الرَّهَلِ . " وحَبْلٌ مَحِصٌ ككَتِفٍ " : أُجِيدَ فَتْلُه حَتَّى " ذَهَبَ زِئْبِرُهُ ولاَنَ " وقد مَحَصَهُ مَحْصاً وكَذلِكَ المَلِصُ . ويُقَالُ : وَتَرٌ مَحِصٌ إِذا مُحِصَ بمُشَاقَةٍ حَتَّى ذَهَبَ زِئْبِرُهُ . قال أُمَيَّةُ بنُ أَبِي عَائِذٍ الهُذَلِيّ :
بها مَحِصٌ غَيْرُ جَافِي القُوَى ... إِذا مُطْيَ حَنَّ بوَرْكٍ حُدَالِْ وقد يُقَال : حَبْلٌ مَحْصٌ بالفَتْح وكذلِك زِمَامٌ مَحْصٌ في ضَرُورَةِ الشِّعْر كما قال :
ومَحْصٍ كسَاقِ السَّوْذَقَانِيِّ نَازَعَتْ ... بكَفِّيَ جَشَّاء البُغَامِ خَفُوق أَرادَ : ومَحِصٍ فخَفَّفَه وهو الزَّمَامُ الشَّدِيدُ الفَتْلِ . " وفَرَسٌ مَحْصٌ بالفَتْح مُمَحَّصٌ " كمُعَظَّمٍ : شَدِيدُ الخَلْقِ " ذَكَرَهُمَا أَبو عُبَيْدَةَ في صِفَاتِ الخَيْلِ فقال : أَمّا المُمَحَّصُ فالشَّدِيدُ الخَلْقِ والأُنْثَى مُمَحَّصَة وأَنشد :
" مُمَحَّصُ الخَلْقِ وَأَي فُرَافِصَهْ
" كُلُّ شَدِيدٍ أَسْرُهُ مُصَامِصَهْ قَال : المُمَحَّصُ والفُرَافِصَةُ سَوَاءٌ . قال : والمَحْصُ بمَنْزِلَةِ المُمَحَّصِ والجَمْعُ مِحَاصٌ ومِحَاصَاتٌ . وأَنشد :
" مَحْصُ الشُّوَى مَعْصُوبَةٌ قَوَائِمُهْ قال : ومَعْنَى : مَحْصُ الشَّوَى : قَلِيلُ اللَّحْمِ . إِذا قُلْتَ مَحَص كذا وأَنْشَدَ :
مَحْصُ المُعَذَّرِ أَشْرَفَتْ حَجَبَاتُهُ ... يَنْضُو السَّوَابِقَ زَاهِقٌ قَرِدُ والمَحّاصُ ككَتَّانٍ : البَرّاقُ وقد مَحَصَ البَرْقُ والسَّرَابُ . قال الأَغْلَبُ العِجْلِيّ :
" في الآلِ بالدَّوِّيَّة المَحّاصِقال ابنُ عَبّادٍ : " الدَّوِّيَّةُ المَحّاصُ " ككَتّان هي الفَلاةُ " الَّتِي يَمْحَصُ النَّاسُ فِيهَا السَّيْرَ أَي يَجِدُّونَ " من مَحَصَ الظبْيُ : إِذا جَدَّ في عَدْوِه . قال أَبو عَمْرٍو : " الأَمْحَصُ : مَنْ يَقبَلُ اعْتِذارَ الصَّادِقِ والكَاذِبِ " . " وأَمْحَصَ " الرَّجُلُ إِمْحَاصاً : " بَرَأَ " مِنْ مَرَضِهِ عن ابنِ عَبّادٍ . أَمحْصَتِ " الشَّمْسُ : ظَهَرَتْ من الكُسُوفِ وانْجَلَت " ومنه حَدِيثُ الكُسُوفِ " فَرَغَ من الصَّلاةِ وقد أَمْحَصَتِ الشَّمْسُ " " كانْمَحَصَتْ " ويُرْوَى امّحَصتْ عَلَى المُطَاوَعِة وهو قَلِيلٌ في الرباعيّ قاله ابنُ الأَثِير . " والتَّمْحِيصُ : الابْتِلاءُ والاخْتِبَارُ " كما في الصّحاح وبه فُسِّرَ قولُ الله تَعَالَى " ولِيُمَحِّصَ الله الَّذِينَ آمَنُوا " أَيْ يَبْتَلِيَهُم قاله ابنُ عَرَفَةَ . وقال ابنُ إِسْحَاقَ : جَعَلَ اللهُ الأيّامَ دَوَلاً بينَ النَّاسِ لِيُمَحِّصَ المُؤْمِنينَ بما يَقَعُ عَليْهم مِنْ قَتْلٍ أَوْ أَلَمٍ أَو ذَهَابِ مَالٍ قال : " ويَمْحَقَ الكَافِرِينَ " أَيْ يَسْتأْصِلَهُم . قال ابنُ عَرَفَةَ رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى : التَّمحِيصُ : " التَّنْقِيصُ " يُقَال : مَحَّصَ اللهُ عَنْكَ ذُنُوبَكَ أَي نَقصَها فسَمَّى اللهُ ما أَصابَ المُسْلِمِينَ مِنْ بَلاءٍ تَمحيصاً لأَنَّهُ يَنْقُصُ به ذُنُوبَهُم وسمَّاهُ اللهُ من الكافِرِين مَحْقاً . التَّمْحِيصُ : " تَنْقِيَةُ اللَّحْمِ من العَقَبِ " لِيَفْتِلَه وَتَراً . ونَصُّ الأَزْهَرِيّ في التَّهْذِيب : مَحَّصْتُ العَقَبَ من الشَّحْمِ إِذا نَقَّيْتَه مِنْه لتَفْتِلَه وَتَراً فتَأَمَّلْ . " وانْمَحَصَ : أُفْلِتَ " . وفي التَّكْمِلة : انْفَلَتَ عن ابْنِ عَبّادٍ . انْمَحَصَ " الوَرَمُ " إِذا " سَكَنَ " مثل انْحَمَص نَقَلَه الصَّاغَانِيّ عن ابْنِ عَبّادٍ . وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه : المَحْصُ : خُلُوصُ الشَّيْءِ ومَحَصَه يَمْحَصُه مَحْصاً ومَحَّصَه تَمْحِيصاً : خَلَّصَهُ زَادَ الأَزْهَرِيّ : مِن كُلِّ عَيْبٍ وبهِ فَسَّرَ بَعْضٌ قَوْلَه تَعالَى : " ولِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا " أَي يُخَلِّصهم . وقال الفَرَّاءُ : يَعْنِي يُمَحِّص الذُّنُوبَ عن الَّذِين آمَنُوا . وفي حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ وذَكَرَ فِتْنَةً فقَالَ : " يُمْحَصُ النَّاسُ فِيها كما يُمْحَصُ ذَهَبُ المَعْدن " أَي يُخَلِّصُون بَعْضُهم من بَعْض كما يُخَلَّصُ ذَهَبُ المَعْدِن من التُّرَاب وتَمْحِيصُ الذُّنُوب . تَطْهِيرُهَا . وقَوْلُهُم : مَحِّصْ عَنَّا ذُنُوبَنَا أَي أَذْهِبْ ما تَعَلَّقَ بنا من الذُّنُوب . والمُمَحَّصُ كمُعَظَّمٍ : الَّذِي مُحِّصَت عنه ذُنُوبُه عن كُرَاع . قال ابنُ سِيدَه : ولا أَدْرِي كيْفَ ذلِكَ إِنَّمَا المُمَحَّصُ الذَّنْبُ . ومَحَصَ اللهُ ما بِكَ ومَحَّصَه : أَذْهَبَهُ وهو مَجَازٌ وكَذَا تَمَحَّصَت ذُنُوبُه . وامْتَحَصَ الظَّبْيُ في عَدْوِهِ : أَسْرَع فِيه . قال :
" وهُنَّ يَمْحَصْنَ امْتِحَاصَ الأَظْبِ جاءَ بالمَصْدَرِ على غيْرِ الفِعْلِ لأَنَّ مَحَصَ وامْتَحَصَ وَاحدٌ . ومَحَصَ بها مَحْصاً إِذا ضَرِطَ . وحَبْلٌ مَحيصٌ كأَمِيرٍ : أَجْرَدُ أَمْلَسُ شَديدُ الفَتْلِ . وتَمَحَّصَتِ الظَّلْمَاءُ : تَكَشَّفَتْ . ومُحِصَتْ عن الرَّجُلِ يَدُهُ أَو غيْرُهَا إِذا كانَ بِهَا وَرَمٌ فأَخَذَ في النُّقْصان والذَّهَابِ عن أَبِي زَيْدٍ . قال ابنُ سِيدَه : والمَعْرُوفُ مِنْ هذا حَمَصَ الجُرْحُ وقد تَقَدَّم . وأَمْحَصْتُ السَّهْمَ : أَنْفَذْتُه نَقَلَهُ ابنُ القَطّاع عن أَبِي زيْد . ومَحَصَ الثَّوْرُ البَقَرَةَ : سَفَدَها نقله ابْنُ القَطّاعِ