" كَلَتَهُ " وهو في نسخ القامُوس بالحُمْرَة وشَذّ شيخُنَا فقال : هذا ثابِتٌ في أُصولِ القامُوس بالسّوَاد والصّوَاب كَتْبُهُ بالحُمْرَةِ . قلتُ : وفي التّكملة : أَهمله الجوهريّ وقال ابن فارس : كَلَتَهُ " يَكْلِتُهُ " كَلْتاً إِذا " جَمَعَهُ " كَكَلَدَهُ وامرأَة كَلُوتٌ : جَمُوعٌ . كَلَتَهُ " في الإِنَاءِ : صَبَّهُ " قال الأَزْهَرِيّ : سمِعْتُ أَعرابياً يقول : أَصَبْتُ قَدَحاً من لبَن فَكَلَتُّه في قَدَحٍ آخرَ أَي صَبَبْتُه . عن أَبي محْجَن : صَلَتَ " الفَرَسَ " وكَلَتَه أي " رَكَضَهُ " . كَلَتَ " الشَّيْءَ : رَمَاهُ " وعبارة الصاغانيّ : كَلَتَ به : رَمَى به . عن الثَّعْلَبِيّ : " فَرَسٌ فُلَّتٌ كُلَّتٌ كسُكَّرٍ ويُخَفَّفانِ : سريعٌ " في نوادرِ الأَعرابِ : إِنه لَ " فُلَتَةٌ كُلَتَةٌ " كهُمَزَةٍ أَي " كُفَتَةٌ " وذلك إِذا كان " يَثِبُ جَمِيعاً " فلا يُسْتَمْكَنُ منه ؛ لاجتماعِ وَثْبِه . عن الفرَّاءِ : يُقَال : خُذْ هذا الإِنَاءَ فاقْمَعْهُ في فَمه ثمّ اكْلِتْهُ في فِيه فإِنّه يَكْتَلِتُه وذلك أَنه وَصَفَ رجُلاً يَشربُ النَّبِيذَ يَكْلِتُه كَلْتاً وَيَكْتَلِتُه والكَالِتُ : الصَّابُّ . و " الاكْتِلاتُ : الشُّرْبُ " والمُكْتَلِتُ : الشَّارِبُ . " والكليتُ كَأَمِيرٍ وسِكِّينٍ : حَجَرٌ مُسْتَطِيلٌ " كالبِرْطِيلِ " يُسَدُّ به " كذا عبارة ابنِ دُرَيْد وفي بعض النُّسَخِ : يُسْبَرُ به والذي في التكمِلَةِ : يُسْتَرُ بِه " وِجَارُ الضَّبُعِ " ثمّ يُحْفَرُ عنها حكاه ابنُ الأَعرابيّ وأَنشد لأَبي محمدِ الفَقْعَسِىّ :
وصاحبٍ صاحَبْتُه زِمِّيتِ ... مُنْصَلِتٍ بالقَوْمِ كالكِلِّيتِ وفي التكملة : أَنشد الأَصمعيّ لأَبِي محمدِ أَيضاً :
" ليسَ أَخُو الفَلاةِ بالهَبِيتِ
" ولا الّذي يَخْضَع بالسُّبْرُوتِ
" ولا الضَّعِيفِ أَمْرُه الشَّتِيتِ
" غيرَ فتىً أَرْوَعَ في المَبِيت
" مُبَرْطِسٍ في قَوْلِه بِلِّيتِ
" مُنْقَذِفٍ بالقَوْمِ كالكَلِيتِ
" يُرَاقِبُ النَّجْمَ رِقَابَ الحُوتِ قال : " والكُلْتَةُ بالضّمّ : النَّصِيبُ من الطّعامِ " وغيرِه . الكُلْتَةُ " : النُّبْذَةُ " من الشَّيْءِ . " وانْكَلتَ " الشَّرَابُ " انْصَبَّ " . انْكَلَتَ الرَّجُلُ " : انْقَبَضَ "
ومما يستدرك عليه : رَجُلٌ مِصْلَتٌ مِكْلَتٌ إِذا كان ماضِياً في الأُمورِ كذا في التَّكْمِلَة واللِّسَان . وزاد في التّكملة : والكُلْتَةُ : الشِّدَّةُ . قلت : ولعلّه تَصَحَّف عليه من الكُلْبَةِ بالمُوَحَّدة وقد تَقَدَّم فلْيُنْظَر . وكَلاَّتٌ كشَدّادٍ : قَلْعَةٌ على جَيْحُونَ خَرِجَتْ ومنها الفقيهُ محمودُ بنُ محمد الكَلاَّتِيّ البُخَاريّ الواعظ كان يَعِظُ بمَرْوَ وهو من رِفاقِ أَبي العُلا الفَرَضيّ
اللَّتُّ : الدَّقُّ قال امرُؤُ القيْسِ يَصفُ الحُمُرَ :
تَلُتُّ الحَصَى لَتّاً بسُمْر رَزِينَة ... مَوارِنَ لا كُزْمٍ ولا مَعِرَاتِ قال : تَلُتُّ أَي تَدُقُّ بحوافِرَ سُمْرٍ وذلك أَصْلَبُ لها والكُزْمُ القِصَار وقال هِمْيانُ :
" حَطْماً على الأَنْفِ ووَسْماً عَلْبَا
" وبالعَصا لَتّاً وخَنْقاً سَأْبَا قالَ أَبو منصور : وهذا حرف صحيح اللَّتُّ " : الشَّدّ والإِيثاقُ " يقال : لَتَّ الشىءَ يَلُتُّه إِذا شَدّه وأَوْثَقَهُ . عن ابنِ الأَعرابيّ : اللَّتُّ " : الفَتُّ " اللَّتّ " : السَّحْقُ " زاده الصاغانيّ . ولَتَّ السَّوِيقَ والأَقِطَ ونَحْوَهُما يَلُتُّه لَتّاً : جَدَحَه وقيل : بَسَّهُ بالماءِ ونحْوِه وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
" سَفَّ العَجُوزِ الأَقِطَ المَلْتُوتَا
وعن اللَّيث : اللَّتُّ بَلُّ السَّوِيقِ والبَسُّ أَشَدُّ منه يقال : لَتَّ السَّوِيقَ أَي بَلَّهُ . " واللُّتَاتُ بالضّمّ : ما فُتَّ من قُشُور " الخَشَبِ ويروى عن الشافعيّ - رضي الله عنه - أَنه قال في باب التيمّم : ولا يَجُوزُ التَّيَمُّمُ بلُتَاتِ " الشَّجَرِ " وهو ما فُتَّ من قِشْرِه اليابِس الأَعْلى قال الأَزهريّ : لا أَدْرِي لِتَاتٌ أَم لُتَاتٌ وفي الحديث : " ما أَبْقَى مِنّي إِلاّ لُتَاتاً " كأَنّه قال : ما أَبْقَى مني المَرَضُ إِلا جِلْداً يابساً كقِشْرَةِ الشَّجَرِ اللُّتَاتُ " : ما لُتَّ بِه " وفي كتاب اللَّيْث : اللَّتُّ : الفِعْلُ من اللُّتَاتِ وكُلُّ شْىءٍ يُلَتُّ به سَوِيقٌ أَو غَيْرُه نحوُ السَّمْنِ ودُهْنِ الأَلْيَةِ . في حديث مُجاهِد - في قوله تعالى : " أَفَرَأَيْتُم اللاَّتَ والعُزَّى " قال : كان رَجُلاً يَلُتُّ السَّوِيقَ لَهُم وقرأَ : أَفَرَأَيْتُمُ " اللاَّتٌ " والعُزَّى " مُشَدَّدَةَ التّاءِ " وهو " صَنَمٌ " . قال الفَرّاءُ : والقراءَةُ " اللاَّتَ " بتخفيف التاءِ قال : وأَصْلُه اللاَّتُّ بالتشديد " وقرأَ بِها ابنُ عَبّاسٍ و " مَوْلاهُ " عِكْرِمَةُ " ومُجَاهِدٌ " وجَمَاعةٌ " كمنصورِ بنِ المُعْتَمِر والأَعْمَشِ والسِّخْتِيَانيّ ونقله الفَرَّاءُ عن البَزِّيِّ ويَعْقُوبَ . " سُمِّنَ بالذي كان يَلُتُّ عِنْدَهُ السَّوِيقَ بالسَّمْنِ " أَي يَخِلطُه به " ثم خُفِّفَ " وجُعل اسماً للصنّم . وفي اللِّسان : اللاَّتُّ - فيما زعم قومٌ من أَهلِ اللُّغَةِ - صَخْرَةٌ كان عندها رَجُلٌ يَلُتّ السَّوِيقَ للحَاجّ فلما ماتَ عُبِدَتْ قال ابن سيده : ولا أَدْرِي ما صِحَّةُ ذلك . وفي النهاية وذكر أَنّ التاءِ في الأَصل مخَفَّفة للتَّأْنيث وليس هذا بابها وكان الكسائيّ يقف عند اللاَّت بالهَاءِ قال أَبو إِسحاق : وهذا قياس والأَجْوَدُ اتّباعُ المُصْحَفِ والوقوفُ عليها بالتّاءِ قال أَبو منصور : وقول الكسائيّ يوقَفُ عليها بالهاءِ يَدُلّ على أَنه لم يَجْعَلْها من اللَّتِّ وكان المُشْرِكونَ الذين عبَدُوها عَارَضوا باسْمِها اسمَ اللهِ تَعالى اللهُ عُلُوّاً كَبِيراً عن إِفْكِهم ومُعارَضتِهم وإِلْحَادِهم في اسمه العَظيم . قلت : وعلى قراءَةِ التخفيف قولٌ آخر حكاه أَهل الاشتقاق وهو أَن يكون اللاَّتُ فَعْلَة من لَوَى ؛ لأَنَّهم كانوا يَلْوُون عَليْها أَي يَطُوفُون بها قال شيخنا : وبه صَدَّرَ البيضاوىّ تَبَعاً للزمخشريّ أَي وعليه فموضِعُه المُعْتَلّ . وفي الرَّوْض للسُّهَيْلّي : أَنّ الرجلَ الذي كان يَلْتُّ السَّويقَ للحَجِّ هو عَمْرُو بن لُحَىٍّ ولما غَلَبت خُزَاعةُ على مكَّةَ ونفت جُرْهُمَ جَعَلَتْه العَربُ رَبّاً وأَنَّه اللاَّتُّ الذي كان يَلُتُّ السَّوِيقَ للحَجِيجِ على صَخْرَةٍ مَعروفة تُسمّى صَخرةَ اللاَّتِّ وفيل : إِن الذي كان يَلُتُّ السويقَ من ثَقيفٍ فلما مات قالَ لهم عَمْرُو بنُ لُحَىّ : إِنّه لم يَمُتْ ولكنه دخَلَ الصَّخرَةَ ثم أَمَرَهم بعبادَتِها وبَنَى بَيْتاً عليها يُسّمى اللاَّت يقال : إِنّه دامَ أَمرُه وأَمرُ وَلدِه من بعدِه على هذا ثلاثمائة سنة فلما هَلَكَ سُمِّيت تلك الصَّخْرةُ اللاَّتَ مُخففةَ التاءِ واتُّخِذَتْ صنَماً تُعْبَد . وأَشار المُفَسِّرونَ إِلى الخلافِ : هل كانت لثَقيف في الطَّائِف أَو لقُرَيْش في النَّخْلَة كما في الكشَّاف والأَنوارِ وغيرِهما كذا في شرح شيخِنا . وقولُ شيخِنا فيما بعد - عند قول المُصَنّف : ثم خُفّف - : قد عِلمْتَ أَنّ الذي خَفَّفوه لم يَقُولوا : أَصلُه التَّشْديد بل قالوا : هو مُعْتَلٌّ مِن لَواه إِذا طاف بِه إِنما هو نَظراً إلى ما صَدّرَ به القَاضي وإِلاّ فابنُ الأَثِير والأَزهريّ وغيرهما نقلوا عن الفراءِ وغيرِه التَّخفيفَ من التَّشْدِيد كما سبقَ آنِفاً . قد " لُتَّ فلانٌ بِفُلانٍ " إِذا " لُزَّبِه " أي شُدَّ وأُوثِقَ " وقُرِنَ معه " . " واللَّتْلَتَةُ : اليَمينُ الغَمُوسُ " نقله الصاغانيّ عن ابنِ الأَعرابيّ وهو في الأَساس أَيضاً . وأَصابَنَا مَطَرٌ من صَبِيرٍ لَتَّ ثِيابَنَا لَتّاً فأَرْوَضَتْ منه الأَرْضُ كُلُّها أَي بَلَّها كذا في الأَساس
الكل بالضم : اسم لجميع الأجزاء ونص المحكم : يجمع الأجزاء يقال : كلهم منطلق وكلهن منطلقة للذكر والأنثى وفي العباب والصحاح : كل لفظه واحد ومعناه الجمع فعلى هذا تقول : كل حضر وكل حضروا على اللفظ مرة وعلى المعنى أخرى قال الله تعالى : " قل كل يعمل على شاكلته " وقال جل وعز : " كل له قانتون " أو يقال : كل رجل وكلة امرأة قال شيخنا : أنكره المحققون وقالوا : إنه وقع في كلام بعضهم ازدواجا فلا يثبت لغة وكلهن منطلق وكلتهن منطلقة وهذه حكاها سيبويه وقال أبو بكر بن السيرافي : إنما الكل عبارة عن أجزاء الشيء فكما جاز أن يضاف الجزء إلى الجملة جاز أن تضاف الأجزاء كلها إليه فأما قوله تعالى : " وكل أتوه داخرين " " وكل له قانتون " فمحمول على المعنى دون اللفظ وكأنه إنما حمل عليه هنا لأن كلا فيه غير مضافة فلما لم تضف إلى جماعة عوض من ذلك ذكر الجماعة في الخبر ألا ترى أنه لو قال : له قانت لم يكن فيه لفظ الجمع البتة ولما قال سبحانه : " وكلهم آتيه يوم القيامة فردا " - فجاء بلفظ الجماعة مضافا إليها - استغنى عن ذكر الجماعة في الخبر . وفي التهذيب : قال أبو الهيثم فيما أفادني عنه المنذري : تقع كل على اسم منكور موحد فتؤدي معنى الجماعة كقولهم : ما كل بيضاء شحمة ولا كل سوداء تمرة وسئل أحمد بن يحيى عن قوله تعالى : " فسجد الملائكة كلهم أجمعون " وعن توكيده بكلهم ثم بأجمعون فقال : لما كانت كلهم تحتمل شيئين تكون مرة اسما ومرة توكيدا جاء بالتوكيد الذي لا يكون إلا توكيدا حسب وسئل المبرد عنها فقال : جاء بقوله كلهم لإحاطة الأجزاء فقيل له : فأجمعون ؟ فقال : لو جاءت كلهم لاحتمل أن يكون سجدوا كلهم في أوقات مختلفات فجاءت أجمعون لتدل أن السجود كان منهم كلهم في وقت واحد فدخلت كلهم للإحاطة ودخلت أجمعون لسرعة الطاعة . قلت : وللشيخ تقي الدين بن السبكي رسالة مستقلة في : مباحث كل وما عليه يدل . وهي عندي وحاصل ما ذكر فيها ما نصه : لفظة كل إذا لم تقع تابعة فإما أضن تضاف لفظا وإما أن تجرد وإذا أضيفت فإما إلى نكرة وإما إلى معرفة . القسم الأول : أن تضاف إلى نكرة فيتعين اعتبار المعنى فيما لها من ضمير وغيره والمراد باعتبار المعنى أن يكون على حسب المضاف إليه إن كان مفردا فمفرد وإن كان مثنى فمثنى وإن كان جمعا فجمع وإن كان مذكرا فمذكر وإن كان مؤنثا فمؤنث ثم أورد لذلك شواهد من كلام الشعراء . والقسم الثاني : أن تضاف لفظا إلى معرفة فقد كثر إضافته إلى ضمير الجمع والخبر عنه مفرد كقوله تعالى : " وكلهم آتيه يوم القيامة فردا " ونقل عن شيخه أبي حيان قال : ولا يكاد يوجد في لسان العرب : كلهم يقومون ولا كلهن قائمات وإن كان موجودا في تمثيل كثير من النحاة ونقل عن ابن السراج أن كلا لا يقع على واحد في معنى الجمع إلا وذلك الواحد نكرة وهذا يقتضي امتناع إضافة كل إلى المفرد المعرف بالألف واللام التي يراد بها العموم . والقسم الثالث : أن تجرد عن الإضافة لفظا فيجوز الوجهان قال تعالى : " وكل أتوه داخرين " " وكل في فلك يسبحون " وقال ابن مالك وغيره من النحاة هنا : إن الإفراد على اللفظ والجمع على المعنى وهذا يدل على أنهم قدروا المضاف إليه المحذوف في الموضعين جمعا فتارة روعي كماإذا صرح به وتارة روعي لفظ كل وتكون حالة الحذف مخالفة لحالة الإثبات قال : ومن لطيف القول في كل أنها للاستغراق سواء كانت للتأكيد أم لا والاستغراق لأجزاء ما دخلت عليه إن كانت معرفة ولجزئياته إن كانت نكرة وفي أحكامها إذا قطعت عن الإضافة أن تكون في صدر الكلام كقولك : كل يقوم وكلا ضربت وبكل مررت ويقبح أن تقول : ضربت كلا ومررت بكل قاله السهيلي فهذا ما اختصرت من كلام الشيخ تقي الدين رحمه الله تعالى ومحله مصنفات النحو . قال ابن الأثير : موضع كل الإحاطة بالجميع وقد جاء استعماله بمعنى بعض وعليه حمل قول عثمان رضي الله عنه حين دخل عليه فقيل له : أبأمرك هذا ؟ فقال : كل ذلك - أي بعضه - عن أمري وبعضه بغير أمري قال : ومنه قول الراجز : ذا صرح به وتارة روعي لفظ كل وتكون حالة الحذف مخالفة لحالة الإثبات قال : ومن لطيف القول في كل أنها للاستغراق سواء كانت للتأكيد أم لا والاستغراق لأجزاء ما دخلت عليه إن كانت معرفة ولجزئياته إن كانت نكرة وفي أحكامها إذا قطعت عن الإضافة أن تكون في صدر الكلام كقولك : كل يقوم وكلا ضربت وبكل مررت ويقبح أن تقول : ضربت كلا ومررت بكل قاله السهيلي فهذا ما اختصرت من كلام الشيخ تقي الدين رحمه الله تعالى ومحله مصنفات النحو . قال ابن الأثير : موضع كل الإحاطة بالجميع وقد جاء استعماله بمعنى بعض وعليه حمل قول عثمان رضي الله عنه حين دخل عليه فقيل له : أبأمرك هذا ؟ فقال : كل ذلك - أي بعضه - عن أمري وبعضه بغير أمري قال : ومنه قول الراجز :
" قال لها وقوله موعي
" إن الشواء خيره الطري
" وكل ذاك يفعل الوصيأي قد يفعل وقد لا يفعل فهو ضد قال شيخنا : وجعلوا منه أيضا قوله تعالى : " ثم كلي من كل الثمرات " " وأوتيت من كل شيء " قال : وقد أورد بعض ذلك الفيومي في مصباحه وأشار إليه ابن السيد في الإنصاف . ويقال : كل وبعض معرفتان ولم يجئ عن العرب بالألف واللام وهو جائز لأن فيهما معنى الإضافة أضفت أو لم تضف هذا نص الجوهري في الصحاح وفي العباب : قال أبو حاتم : قلت للأصمعي في كتاب ابن المقفع : العلم كثير ولكن أخذ البعض أولى من ترك الكل فأنكره أشد الإنكار وقال : الألف واللام لا تدخلان في بعض وكل لأنهما معرفة بغير ألف ولام قال أبو حاتم : وقد استعمله الناس حتى سيبويه والأخفش في كتابيهما لقلة علمهما بهذا النحو فاجتنب ذلك فإنه ليس من كلام العرب وكان ابن درستويه يجوز ذلك فخالفه جميع نحاة عصره وقد ذكر في بعض قال : والذي يسامح في ذلك من المتأخرين يقول : فيهما معنى الإضافة أضفت أو لم تضف قال شيخنا نقلا عن أبي حيان قال : ومن غريب المنقول ما ذهب إليه محمد بن الوليد من جواز حذف تنوين كل جعله غاية كقبل وبعد حكاه عنه أبو جعفر النحاس وأنكر عليه علي بن سليمان لأن الظروف خصت بعلة ليست في غيرها وفيه كلام في همع الهوامع . حكى سيبويه : هو العالم كل العالم قال : المراد بذلك التناهي وأنه قد بلغ الغاية فيما يصفه به من الخصال . الكل بالفتح : قفا السكين الذي ليس بحاد . وقفا السيف أيضا . قال ابن الأعرابي : الكل : الوكيل . أيضا : الصنم قال الأزهري : أراد بذلك قوله تعالى : " ضرب الله مثلا عبدا مملوكا " ضربه مثلا للصنم الذي عبدوه وهو لا يقدر على شيء فهو كل على مولاه لأنه يحمله إذا ظعن فيحوله من مكان إلى مكان فقال الله تعالى : هل يستوي هذا الصنم الكل ومن يأمر بالعدل ؟ استفهام معناه التوبيخ كأنه قال : لا تسووا بين الصنم الكل وبين الخالق جل جلاله . أيضا : المصيبة تحدث والأصل من كل عنه : أي نبا وضعف . أيضا : اليتيم عن ابن الأعرابي وأنشد :
أكول لمال الكل قبل شبابه ... إذا كان عظم الكل غير شديد أيضا : الثقيل لا خير فيه . أيضا : العيل أي صاحب العيال . أيضا : العيال والثقل على صاحبه وبه فسر قوله تعالى : " وهو كل على مولاه " ومنه الحديث : " من ترك كلا فإلي وعلي " وفي حديث طهفة : ولا يوكل كلكم أي لا يوكل إليكم عيالكم وما لم تطيقوه . وفي حديث البخاري : كلا إنك تحمل الكل أي الثقل من كل ما يتكلف ونقل ابن بري عن نفطويه في قوله تعالى : " وهو كل على مولاه " قال هو أسيد بن أبي العيص وهو الأبكم وربما ج على كلول بالضم في الرجال والنساء . الكل : الإعياء كالكلال والكلالة الأخيرة عن اللحياني . أيضا : من لا ولد له ولا والد نقله الجوهري . وقد كل الرجل يكل فيهما أي في المعنيين . وكل البصر والسيف وغيره من الشيء الحديد وفي بعض النسخ : وغيرهما يكل كلا وكلة بالكسر وكلالة وكلولة وكلولا بضمهما وكلل تكليلا فهو كليل وكل : لم يقطع وأنشد ابن بري في الكلول قول ساعدة :
" لشانيك الضراعة والكلول قال : وشاهد الكلة قول الطرماح :
" وذو البث فيه كلة وخشوعوفي حديث حنين : " فما زلت أرى حدهم كليلا " وقال الليث : الكليل : السيف الذي لا حد له . وكل لسانه يكل كلالة وكلة فهو كليل اللسان . كل بصره يكل كلولا : نبا ولم يحقق المنظور فهو كليل البصر . وأكله البكاء وكذلك اللسان وقال اللحياني : كلها سواء في الفعل والمصدر . والكلالة : من لا ولد له ولا والد وكذلك الكل وقد كل الرجل كلالة . قيل : ما لم يكن من النسب لحا فهو كلالة وقالوا : هو ابن عم الكلالة وابن عم كلالة وكلالة وابن عمي كلالة وقال أبو الجراح : إذا لم يكن ابن العم لحا وكان رجلا من العشيرة قالوا : هو ابن عمي الكلالة وابن عم كلالة قال الأزهري : وهذا يدل على أن العصبة وإن بعدوا كلالة . أو الكلالة : من تكلل نسبه بنسبك كابن العم وشبهه كذا نص المحكم وفي الصحاح : ويقال : هو مصدر من تكلله النسب : أي تطرفه كأنه أخذ طرفيه من جهة الولد والوالد وليس له منهما أحد فسمي بالمصدر . أو هي الأخوة للأم بضم الهمزة والخاء وتشديد الواو المفتوحة كذا في النسخ والذي في المحكم قيل : هم الإخوة للأم وهو المستعمل . والعرب تقول : لم يرثه كلالة : أي لم يرثه عن عرض بل عن قرب واستحقاق قال الفرزدق :
ورثتم قناة الملك غير كلالة ... عن ابني مناف عبد شمس وهاشم قال الأزهري : ذكر الله الكلالة في سورة النساء في موضعين أحدهما : قوله : " وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة وله أخ أو أخت فلكل واحد منهما السدس " والموضع الثاني في كتاب الله قوله : " يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة إن امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك " الآية فجعل الكلالة هنا الأخت للأب والأم والإخوة للأب والأم فجعل للأخت الواحدة نصف ما ترك الميت وللأختين الثلثين وللإخوة والأخوات جميع المال بينهم للذكر مثل حظ الأنثيين وجعل للأخ والأخت من الأم في الآية الأولى الثلث لكل واحد منهما السدس فبين بسياق الآيتين أن الكلالة تشتمل على الإخوة للأم مرة ومرة على الإخوة والأخوات للأم والأب ودل قول الشاعر أن الأب ليس بكلالة وأن سائر الأولياء من العصبة بعد الولد كلالة وهو قوله :
فإن أبا المرء أحمى له ... ومولى الكلالة لا يغضبأراد أن أبا المرء أغضب له إذا ظلم وموالي الكلالة وهم الإخوة والأعمام وبنو الأعمام وسائر القرابات لا يغضبون للمرء غضب الأب . أو الكلالة : بنو العم الأباعد عن ابن الأعرابي وحكى عن أعرابي أنه قال : مالي كثير ويرثني كلالة متراخ نسبهم . أو الكلالة من القرابة : ما خلا الوالد والولد نقله الأخفش عن الفراء قال : سموا كلالة لاستدارتهم بنسب الميت الأقرب فالأقرب من تكلله النسب : إذا استدار به قال : وسمعته مرة يقول : الكلالة : من سقط عنه طرفاه وهما أبوه وولده فصار كلا وكلالة ؛ أي عيالا على الأصل يقول : سقط من الطرفين فصار عيالا عليهم قال : كتبته حفظا عنه كذا في التهذيب . أو هي العصبة : من ورث منه الإخوة للأم ونص اللحياني : من ورث معه الإخوة من العم وقد سبق قريبا عن الأزهري ما يفسره . فهذه أقوال سبعة في بيان معنى الكلالة وروى المنذري بسنده عن أبي عبيدة أن قال : الكلالة : من لم يرثه ولد أو أب أو أخ ونحو ذلك وقال ابن بري : اعلم أن الكلالة في الأصل هي مصدر كل الميت يكل كلا وكلالة فهو كل : إذا لم يخلف ولدا ولا والدا يرثانه هذا أصلها قال : ثم قد تقع الكلالة على العين دون الحدث فتكون اسما للميت الموروث وإن كانت في الأصل اسما للحدث على حد قولهم : " هذا خلق الله " أي مخلوق الله قال : وجاز أن تكون اسما للوارث على حد قولهم : رجل عدل أي عادل وماء غور أي غائر وقال : والأول هو اختيار البصريين من أن الكلالة اسم للموروث قال : وعليه جاء التفسير في الآية أن الكلالة الذي لم يخلف ولدا ولا والدا فإذا جعلتها للميت كان انتصابها في الآية على وجهين أحدهما : أن تكون خبر كان تقديره وإن كان الموروث كلالة أي كلا ليس له ولد ولا والد والوجه الثاني : أن يكون انتصابها على الحال من الضمير في يورث أي يورث وهو كلالة وتكون كان هي التامة التي ليست مفتقرة إلى خبر قال : ولا يصح أن تكون الناقصة كما ذكره الحوفي ؛ لأن خبرها لا يكون إلا الكلالة ولا فائدة في قوله : يورث والتقدير : إن وقع أو حضر رجل يموت كلالة أي يورث وهو كلالة أي كل وإن جعلتها للحدث دون العين جاز انتصابها على ثلاثة أوجه أحدها : أن يكون انتصابها على المصدر على تقدير حذف مضاف تقديره : يورث وراثة كلالة كما قال الفرزدق :
" ورثتم قناة الملك لا عن كلالة أي ورثتموها وراثة قرب لا وراثة بعد وقال عامر بن الطفيل :
وما سودتني عامر عن كلالة ... أبى الله أن أسمو بأم ولا أبومنه قولهم : هو ابن عم كلالة أي بعيد النسب فإذا أرادوا القرب قالوا : هو ابن عم دنية والوجه الثاني : أن تكون الكلالة مصدرا واقعا موقع الحال على حد قولهم : جاء زيد ركضا ؛ أي راكضا وهو ابن عمي دنية ؛ أي دانيا وابن عمي كلالة ؛ أي بعيدا في النسب والوجه الثالث : أن تكون خبر كان على تقدير حذف مضاف تقديره : وإن كان الموروث ذا كلالة قال : فهذه خمسة أوجه في نصب الكلالة أحدها : أن تكون خبر كان الثاني : أن تكون حالا الثالث : أن تكون مصدرا على تقدير حذف مضاف الرابع : أن تكون مصدرا في موضع الحال الخامس : أن تكون خبر كان على تقدير حذف مضاف فهذا هو الوجه الذي عليه أهل البصرة والعلماء باللغة يعني أن الكلالة اسم للموروث دون الوارث قال : وقد أجاز قوم من أهل اللغة - وهم أهل الكوفة - أن تكون الكلالة اسما للوارث واحتجوا في ذلك بأشياء منها : قراءة الحسن : " وإن كان رجلا يورث كلالة " بكسر الراء فالكلالة على ظاهر هذه القراءة هي ورثة الميت وهم الإخوة للأم واحتجوا أيضا بقول جابر إنه قال : يا رسول الله إنما يرثني كلالة فإذا ثبت حجة هذا الوجه كان انتصاب كلالة أيضا على مثل ما انتصبت في الوجه الخامس من الوجه الأول وهو أن تكون خبر كان ويقدر حذف مضاف ليكون الثاني هو الأول تقديره : وإن كان رجل يورث ذا كلالة كما تقول : ذا قرابة ليس فيهم ولد ولا والد قال : وكذلك إذا جعلته حالا من الضمير في يورث تقديره ذا كلالة قال : وذهب ابن جني في قراءة من قرأ : " يورث كلالة " " ويورث كلالة " أن مفعولي يورث وارثه ماله قال : فعلى هذا يبقى كلالة على حاله الأولى التي ذكرتها فيكون نصبه على خبر كان أو على المصدر وتكون الكلالة للموروث لا للوارث قال : والظاهر أن الكلالة مصدر يقع على الوارث وعلى الموروث والمصدر قد يقع للفاعل تارة وللمفعول أخرى والله أعلم . وقال ابن الأثير : الأب والابن طرفان للرجل فإذا مات ولم يخلفهما فقد مات عن ذهاب طرفيه فسمي ذهاب الطرفين كلالة . وفي الأساس : ومن المجاز : كل فلان كلالة : لم يكن والدا ولا والد والد أي كل عن بلوغ القرابة المماسة . وكلل الرجل تكليلا : ذهب وترك أهله وعياله بمضيعة . كلل في الأمر : جد فيه ومضى قدما ولم يخم . من المجاز : كلل السبع تكليلا وتكليلة : أي حمل ولم يحجم وأنشد الأصمعي :
" حسم عرق الداء عنه فقضب
" تكليلة الليث إذا الليث وثب وروى المنذري عن أبي الهيثم أنه قال : الأسد يهلل ويكلل وأن النمر يكلل ولا يهلل قال : والمكلل : الذي يحمل فلا يرجع حتى يقع بقرنه والمهلل : يحمل على قرنه ثم يحجم فيرجع . كلل عن الأمر : أحجم وقد يكون كلل : بمعنى جبن يقال : حمل فما كلل أي فما كذب وما جبن كأنه ضد وأنشد أبو زيد لجهم بن سبل :
ولا أكلل عن حرب مجلحة ... ولا أخدر للملقين بالسلم كلل فلانا : ألبسه الإكليل وكذلك كله والإكليل يأتي معناه قريبا . والكلة : الشفرة الكالة عن الفراء . الكلة بالضم : التأخير كالكلأة عن ابن الأعرابي والفراء . أيضا : تأنيث الكل وقد ذكر آنفا . الكلة بالكسر : الحالة عن الفراء يقال : بات فلان بكلة سوء أي بحالة سوء . أيضا : الستر الرقيق يخاط كالبيت في المحكم : هو غشاء من ثوب رقيق يتوقى به من البعوض وأنشد أبو عبيد :
من كل محفوف يظل عصيه ... زوج عليه كلة وقرامهاوالجمع كلل . قال الأصمعي : الكلة : الصوقعة وهي صوفة حمراء في رأس الهودج قال زهير :
وعالين أنماطا عتاقا وكلة ... وراد الحواشي لونها لون عندم والإكليل بالكسر : التاج . أيضا : شبه عصابة تزين بالجواهر ج : أكاليل على القياس وفي حديث عائشة رضي الله تعالى عنها تصفه صلى الله عليه وسلم : " دخل تبرق أكاليل وجهه " وهو على وجه الاستعارة وقيل : أرادت نواحي وجهه وما أحاط به إلى الجبين وفي حديث الاستسقاء : " فنظرت إلى المدينة وإنها لفي مثل الإكليل " يريد أن الغيم تقشع عنها واستدار بآفاقها . الإكليل : منزل للقمر وهو أربعة أنجم مصطفة وقال الأزهري : الإكليل : رأس برج العقرب ورقيب الثريا من الأنواء هو الإكليل ؛ لأنه يطلع بغيوبها . الإكليل : ما أحاط بالظفر من اللحم . أيضا : السحاب الذي تراه كأن غشاء ألبسه كما في العباب . وإكليل الملك نبتان : أحدهما : ورقه كورق الحلبة ورائحته كورق التين ونوره أصفر في طرف كل غصن منه إكليل كنصف دائرة فيه بزر كالحلبة شكلا ولونه أصفر وهو المعروف بأقداح زبيدة . وثانيهما ورقه كورق الحمص وهي قضبان كثيرة تنبسط على الأرض وزهره أصفر وأبيض في كل غصن أكاليل صغار مدورة وكلاهما محلل منضج ملين للأورام الصلبة في المفاصل والأحشاء . وإكليل الجبل : نبات آخر ورقه طويل دقيق متكاثف ولونه إلى السواد وعوده خشن صلب وزهره بين الزرقة والبياض وله ثمر صلب إذا جف تناثر منه بزر أدق من الخردل وورقه مر حريف طيب الرائحة مدر محلل مفتح للسدد ينفع الخفقان والسعال والاستسقاء . وتكلل به : أحاط واستدار وأحدق وهو مجاز . من المجاز : روضة مكللة : أي محفوفة بالنور . وانكل الرجل انكلالا : ضحك وتبسم قال الأعشى :
وينكل عن غر عذاب كأنها ... جنى أقحوان نبته متناعم وأنشد ابن بري لعمر بن أبي ربيعة :
وتنكل عن عذب شتيت نباته ... له أشر كالأقحوان المنور ويقال : كشر وافتر وانكل كل ذلك تبدو منه الأسنان . انكل السيف : ذهب حده عن اللحياني . من المجاز : انكل السحاب عن البرق : إذا تبسم ويقال : انكلال الغيم بالبرق : هو قدر ما يريك سواد الغيم من بياضه كاكتل وهذه عن ابن الأعرابي وأنشد :
عرضنا فقلنا إيه سلم فسلمت ... كما اكتل بالبرق الغمام اللوائح وتكلل ومنه قول أبي ذؤيب :
تكلل في الغماد فأرض ليلى ... ثلاثا ما أبين له انفراجا انكل البرق نفسه : لمع لمعا خفيفا . وأكل الرجل : كل بعيره . أكل الرجل البعير : أعياه كذا في المحكم . والكلكل والكلكال : الصدر من كل شيء . أو هو ما بين الترقوتين أو هو باطن الزور قال الجوهري : وربما جاء في ضرورة الشعر مشددا قال منظور الأسدي :
" كأن مهواها على الكلكل
" موقع كفي راهب يصلي وقال ابن بري : المعروف الكلكل وإنما جاء الكلكال في الشعر ضرورة في قول الراجز :
" قلت وقد خرت على الكلكال
" يا ناقتي ما جلت من مجال الكلكل من الفرس : ما بين محزمه إلى ما مس الأرض منه إذا ربض وقد يستعار لما ليس بجسم كقول امرئ القيس في صفة ليل :
" وأردف أعجازا وناء بكلكل وقالت أعرابية ترثي ابنها :ألقى عليه الدهر كلكله ... من ذا يقوم بكلكل الدهر ؟ الكلكل كهدهد : الرجل الضرب أو هو القصير الغليظ مع شدة كالكلاكل بالضم وهي بهاء فيهما . وكلان : اسم جبل قال حميد بن ثور رضي الله تعالى عنه :
وآنس من كلان شما كأنها ... أراكيب من غسان بيض برودها والكلل محركة : الحال يقال : الحمد لله على كل كلل كذا في المحيط . والكلاكل : الجماعات كالكراكر قال العجاج :
" حتى يحلون الربا الكلاكلا وابن عبد ياليل بن عبد كلال كغراب هو الذي عرض النبي صلى الله تعالى عليه وسلم نفسه عليه فلم يجبه إلى ما أراد كما في العباب وإلى عبد كلال هذا نسب أسعد بن محمد الكلالي صاحب اليمن قبل الثلاثمائة ذكره الهمداني في الأنساب وكذلك أبو الأغر الكلالي . ومما يستدرك عليه : الكلال بالكسر : جمع كال وهو المعيي كجائع وجياع أو جمع كليل كشديد وشداد وبهما فسر قول الأسود بن يعفر :
بأظفار له حجن طوال ... وأنياب له كانت كلالا قال الجوهري : وناس يجعلون كلاء البصرة اسما من كل على فعلاء ولا يصرفونه والمعنى أنه موضع تكل فيه الريح عن عملها في غير هذا الموضع قال رؤبة :
" مشتبه الأعلام لماع الخفق
" يكل وفد الريح من حيث انخرق وأصبح فلان مكلا : إذا صار ذوو قرابته كلا عليه أي عيالا وأصبحت مكلا : أي ذا قرابات وهم علي عيال . وكل الرجل بالضم : إذا تعب وأيضا : إذا توكل عن ابن الأعرابي . ورأس الكل بالفتح : رئيس اليهود نقله ابن بري عن ابن خالويه . وكلل فلان فلانا : لم يطعه قال النابغة الجعدي :
بكرت تلوم وأمس ما كللتها ... ولقد ضللت بذاك أي ضلال و كللته بالحجارة : أي علوته بها وكذلك كله فهو مكلول . ونهي عن تكليل القبور : أي رفعها تبنى مثل الكلل وهي الصوامع والقباب التي تبنى على القبور . وقيل : هو ضرب الكلة عليها وهي ستر مربع يضرب على القبور . وقد يجمع الإكليل على أكلة وأنشد ابن جني :
قد دنا الفصح فالولائد ينظم ... ن سراعا أكلة المرجان لما حذفت الهمزة وبقيت الكاف ساكنة فتحت فصارت إلى كليل كدليل فجمع على أكلة كأدلة . وغمام مكلل : محفوف بقطع من السحاب كأنه مكلل بهن وقيل : ملمع بالبرق . ويقال : ذئب مكل : قد وضع كله على الناس . وذئب كليل : لا يعدو على أحد . وانطلق مكللا : ذهب لا يبالي بما وراءه . وجفنة مكللة بالسديف وجفان مكللات وهو مجاز . وأبو الأصبغ شبيب بن حفص بن إسماعيل بن كلالة الكلالي بالفتح المصري وحدث عنه محمد بن موسى بن النعمان مات سنة 260 ضبطه الحافظ . وقال ابن بري : كلا : حرف ردع وزجر وقد تأتي بمعنى لا كقول الجعدي :
فقلنا لهم خلوا النساء لأهلها ... فقالوا لنا : كلا فقلنا لهم : بلى فكلا هنا بمعنى لا بدليل قوله : فقلنا لهم : بلى وبلى لا تأتي إلا بعد نفي ومثله قوله أيضا :
قريش جهاز الناس حيا وميتا ... فمن قال : كلا فالمكذب أكذبوعلى هذا يحمل قوله تعالى : " ربي أهانن كلا " . وقال ابن الأثير : ردع في الكلام وتنبيه ومعناه : انته لا تفعل إلا أنها آكد في النفي والردع من : لا لزيادة الكاف قال : وقد ترد بمعنى حقا كقوله تعالى : " كلا لئن لم ينته لنسفعن بالناصية " وقد جمع الإمام أبو بكر بن الأنباري أقسامها ومواضعها في باب من كتابه : الوقف والابتداء . واحمد بن أسعد الكلالي من أهل جزيرة كمران : فقيه ذكره الخزرجي